الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 969الرجوع إلى "الرسالة"

في كتاب الديارات للشابشني

Share

نشر الأستاذ كوركيس عواد كتاب الديارات للشابشني  وطبع أخير في سنة ١٩٥١ ميلادية ببغداد. والكتاب  في غنى عن التعريف، وكذلك ناشره الفاضل الذي  طالما أمتعنا ببحوثه الأدبية على صفحات الرسالة. ولكن على  الرغم من الجهد الذي بذله في التحقيق وقع في أوهام كنت  أود تنزيهه عنها، وهذه بعض الأمثلة:

١ -  في ص ٥٧ جعل قافية البيت الأول من بيتي أبي  العيناء (بالدال المهملة وشرح الكلمة بأنها   (أد الأمر  أثقله وعظم عليه)  وهذا من أعجب ما رأيت من الأوهام،  فالكلمة بالذال المعجمة من الأذان، وذلك كما جاء في ص ١٢٧  من ديوان علي ابن الجهم طبع المجمعالعلمي بدمشق سنة ١٣٦٩  إذ قال من قصيدة   (الله أكبر الخ. .)  وفي الهامش أن مروان  بن أبي الجنوب قال لما ابتدأ على قصيدة بهذا المطلع - ثم ذكر  البيتين اللذين نستهما الشابشني إلى أبي العيناء. ولو تأمل  الأستاذ كوركيس لرأي البيت الثاني يذكر الإقامة والطهر وهما  مستلزمات الأذان. ومطلع الأذان الله أكبر وهو مطلع  قصيدة علي ابن الجهم؛ فالكلمة إذن   (فأذنا)  بتشديد الذال  المعجمة وليست بالمهملة وهم الأستاذ الناشر.

٢ -  ذكر في ص ٢٩ الحاشية ١٠ أن يوم الشك هو  اليوم الثلاثون من شعبان إذا غم الهلال بعد تسعة وعشرين  يوماً من شعبان ولو كان اليوم المذكور أول يوم من رمضان لما  كان هناك أدنى شك ولوجب صومه.

٣ -  في ص ٢٤ الحاشية - ٢ ذكر أن الحد تأديب  المذنب، وذلك عند الكلام على معنى (فجلدها حدا)  مع أن المراد  هو حد القذف وهو أحد الحدود الستة التي نص القرآن الكريم  على بيان عقوبتها وأنها ثمانون جلدة. وهناك فرق كبير بين الحد  في القذف وبين التعزير الذي يقصد منه تأديب المذنب.

هذا بعض قليل مما في الكتاب - وإذا اتسعت لنا صفحات  الرسالة نفذناه إن شاء الله نقداً وافياً يستوعب أوهامه وأخطاءه  المطبعية مع الإشارة إلى كثير من الأبيات التي وردت مختلة  الوزن وغير ذلك - على أن كل هذا لا يمنع من تقدير الأستاذ  الناشر على مجهوده الرائع الذي بذله في تحقيق هذا الكتاب  وطبعه لأول مرة وإضافة هذه الدرة إلى عقد المطبوعات العربية  الخالدة.

اشترك في نشرتنا البريدية