أشكر للأستاذ الفاضل كوركيس عواد العراقي ما أبداه من الغبطة بما أكتب في الرسالة الغراء (عن مدن الحضارات) وأنا سعيد لأنه يتابع ما انشره متابعة الباحث المتمكن، والقارئ المتفطن، ولا عجب إذا لفتته مدينة السلام أو دار السلام بما كتبته عنها فقد عرفت مما ينشره في الرسالة أن بغداد دار إقامته
وللأستاذ الشكر على ما كتبه خاصاً ببركة المتوكل مصححاً به ما توهمت من أنها كانت في بغداد. ولعل الأستاذ وهو جد قريب من سامراء يحدثنا حديث المؤرخ الثبت عن (المختار) و (البديع) أجمل قصورها وعن ساجهما الذي حمل إلى (الجعفري) وعن (المتوكلية) التي بناها قرب سامراء وبنى فيها قصر (اللؤلؤة) أما نسبة (جميل نخلة المدور) إلى العراق فهي شائعة عندنا في مصر ولعلها نسبة جاءت إليه من سبيل كتابته على حاضرة العراق
والحق أنني لم أقرأ ترجمة لهذا الباحث العظيم، وكل ما قرأت له أو عنه كتابه (حضارة الإسلام) وتقريظ كتبه المرحوم الدكتور يعقوب صروف في مقتطف شهر مايو سنة ١٨٨٨م. المجلد الثاني عشر صفحة ٥١٥ وفيه عن جميل نخلة المدور أنه (قد ربي منذ نعومة الأظفار على سلامة الذوق، ورضع آداب العرب والعجم مع اللبن، وأوتي قريحة وقادة لا تخبو نارها بسلامة عبارته، وبصيرة نقادة لا يخفى شرارها بطلاوة نوادره وحسن فكاهته، وجداً يستسهل المتاعب، وثباتاً يغلب المصاعب)
ولا تجد في الطبعات المختلفة التي طبعتها وزارة المعارف المصرية من هذا الكتاب القيم ترجمة مختصرة أو مطولة لكاتبه
ونحن منتظرون تعريفاً بمؤرخ بغداد اللبناني من الباحث العراقي الأستاذ كوركيس عواد وله الفضل والشكر
أما ورود كلمة (الحرامات) في مقالي مكان (الحراقات) فذلك خطأ لم أكن - شهد الله - من جناته، فكيف أصلي بحره؟ والطابعون دائماً يريدون ما لا يريد الكاتبون؛ وكثيراً ما يحرفون الكلم عن مواضعه، وإذا كان صاحب المقال معذوراً في خطأ أقحم عليه فما عذر القارئ اللبيب؟
(المنصورة)
