الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 125الرجوع إلى "الثقافة"

قصة عربية :, زنوبيا

Share
[ كان أذينة أمير تدمر عاصمة الصحراء ، ومركز تجارتها الغنية . وكان فتى من فتيان العرب البواسل ، يحب صيد السباع ويستصحب فى رحلاته زوجته الحبيبة زنوبيا سليلة البطالمة ملوك مصر . وكانت تشبه كليوبتره جدتها فى ثقافتها وذكائها وحسنها .

وحدث فى العالم عند ذلك حروب بين الروم والفرس ، انتهت بهزيمة الروم وأسر ملكهم فالريان . وحاول أذينة أن يتقرب لملك الفرس المنتصر سابور ، فأرسل إليه هدية عظيمة ، ولكن سابور رماها فى الفرات ، وأهانه وسب العرب . فثار أذينة إلى حربه وهزمه فى عدة مواطن . وكانت زنوبيا فى أثناء غياب زوجها تعانى شدة عظيمة من الوحشة والخوف ، ومناورة جيرانها أمراء العرب بالشام . ولكنها استطاعت أن تقاوم كل ذلك حتى عاد زوجها منتصرا . ثم إن أذينة تغير بعد عودته ، وأقبل على سبية فارسية جلبها معه ، وأعرض عن زوجته المحبوبة . فأثر ذلك فى نفسها أثرا شديدا ، وعالجت نفسها بترويضها على حكم العق وأنكرت عواطفها وكبحتها . وكانت تكثر من القراءة مع معلمها الفيلسوف لونجين .

ودعت حوادث الحرب إلى خروج أذينة مرة أخرى إلى الحرب ، فبقيت زنوبيا وحدها تظن أنها اطمأنت إلى نسيان حب زوجها ، ولكن قلبها كان ينازعها إليه برغمها ، وتعود ذكراه إليها ملحة . وانتهز أعداء تدمر فرصة غيبة أذينة الجديدة ، فدبروا مكيدة لها وأثاروا فتنة قتل فيها حسان المسبحى الباسل ، قائد الحامية ، وهو زوج لميس المسبحية الجميلة ، وصيفة زنوبيا العزيزة . فذعرت زنوبيا من هذه الثورة ، ولم تجد فيها حيلة إلا أن تخرج من تدمر فتلحق زوجها تطلب منه الحماية . وخرجت سرا من القصر من سرب خفى مع معلمها لونجين ، قاصدة إلى حمص ،حيث كان أذينة . ولكن أذينة كان قد قتل أثناء وليمة ، وكان قتله على يد ابن أخيه معن ، الذى لم ينس ما ناله منه من الأذى . ولما سمعت زنوبيا بذلك اشتد حزنها وخارت عزيمتها وصوتت على التسليم للقاتل [ .

ذهبت زنوبيا نحو معسكر الجيش لترى معن بن الحيران ، وقد أعدت فى نفسها قولا تستلين به قلبه . وكانت وهى تسير تفكر فيما آل إليه أمرها من هوان وشقاء . وكانت كلما لمحت الخاتم الذهبى الذى فى اصبعها تذكرت كليوبتره الباسلة التى استقبلت الموت باسمة فى أبهى حللها وأثمن حليها ، وأحست القصور الذى يقعد بها عن بلوغ بطولتها .

كانت تستطيع - لو شائت أن تخلد على الزمن قصة مجدها - أن تبتلع ما فى ذلك الفص اللامع من السم ، وتقع عن فرسها جثة قبل أن تستقبل الملك الغاضب الذى غدر بزوجها ، ذلك الخائن الذى كان فى استطاعة أذينة أن يقضى عليه ويسفك دمه ؛ ولكنها كانت تزيد شعورا بالعجز كما أطالت التفكير والنظر . أف لهذه الأقدار : لقد أرادت لذلك الفتى معن أن يبقى لكى يخون عمه الباسل ويغصب ملكه ، بل لقد أرادت لها هى أن تكون آلة فى يد القضاء لانفاذ مشيئتها ، فسخرتها لكى تتوسل إلى أذيتة حتى يطلقه من سجنه

لتمهد لها سبيلها . ليتها كانت تستطيع أن تحملق فى وجه الموت الكالح . ولكن ماذا يفعل بنوها وبناتها من بعدها فى تدمر ؟ .

ألا تتحمل من أجلهم ذل الحياة وذهاب العز لكى تقف إلى جانبهم وتحميهم من الذلة والموت ! لقد كانت تقشعر كلما تمثلت برد الموت يدب فى أوصالها .

وأفاقت زنوبيا من هواجسها وقد طلع عليها ركب معن مقبلا من المعسكر بعد أن ألقى مقالته فى الجيش وأطمأن إلى مبايعته ، وكان متهلل الوجه خافق الفؤاد إذ يداعب أمله العريض .

وما كاد معن يراها مع أصحابها حتى وقف وفتح عينيه كأنما ينظر إلى ركب من الجان يقبل عليه . كيف أتت هذه المرأة العجيبة إلى حمص ؟ إن السفر من تدمر طويل ؛ فكيف طوت هذه الفيافى لكى تبلغ حمص فى هذه الساعة التى يترجح فيها ميزان القضاء ؟ أحملتها الريح إليه أم هو يحلم ولا يرى دونه سوى خيال صورته له

المخاوف الثائرة فى طيات نفسه ؟ ووقع فى قلبه عند ذلك شعور من الخذلان وتضاءل وهو يراها تقترب منه ، ولم يستطع أن يفكر فيما ينبغى له أن يفعل ولا كيف يكون بينهما الحديث .

وتقدمت زنوبيا نحو ثابتة تحاول أن تهدئ من خفقان قلبها وأن تخفى اضطراب صدرها ، ووقفت أمامه لحظة وهى صامتة ، ثم بدأت الحديث فى صوت متهدج فقالت : - أيها الملك !

فتنفس معن عندما سمع هذا النداء وهدأ روعه ، وعلم أن المرأة جاءت إليه مستسلمة .

وتجهز للقول والكلمات تتردد بين شفتيه يريد أن يختار أكرمها وألينها ، ومد يده نحوها بالتحية ، ولكنه ما كاد ينطق حرفا حتى سمع من ورائه صيحة تعلو فجأة وتشق الفضاء من ناحية الجيش . فنظر إلى ورائه مذعورا وهمز فرسه يريد أن يرتد به إلى المعسكر ، ثم التفت لفتة سريعة خائفة إلى زنوبيا قائلا : " تعسا لك ! " . ولكنه ما كاد يتحرك من مكانه حتى رأى كتلة مخيفة من الجيش تتحرك نحوه مسرعة وهى تنادى بتحية الملكة ، وتتدفق تدفق السيل الطامى .

وذهل معن ومن حوله فوقفوا ينظرون إلى التيار القوى المندفع نحوهم وهم جامدون كأنهم يشهدون منظرا فى ملعب ؛ ووقفت الملكة تفتح عينيها ولا تصدق ما ترى . وما هى إلا لحظات حتى كان الجيش الصاخب يحيط بمعن حانقا ، وفى طليعته مالك بن زباع يركض جواده والسيف فى يمينه وهو يصبح صيحة يملؤها الحقد : " عليكم بالغاصب الخائن ! "

ثم اقترب من معن فأهوى عليه بالسيف قبل أن يستطيع أن يميل من مكانه فخر من الضربة صريعا . وعم الاضطراب بعد ذلك ، وأحاط الجنود بشركاء معن يضربونهم فى غيظ . وما هى إلا لحظة قصيرة حتى كانوا قد ذهبوا جميعا فى أسنة الجيش الحانق وطيا سيوفه ، إلا

من استطاع منهم الهرب على فرسه والدماء تسيل منه ، فانطلق لا يلوى على شئ نحو الصحراء .

ووقفت زنوبيا تنظر إلى ماحولها ذاهلة فى دهشتها ، ثم أحست برأسها يدور بها ، ورفعت يدها تمسح العرق الذى بلل جبينها ، ومالت خائرة على فرسها ، وكادت تسقط لولا أن تداركها لونجين فأسندها ، ولم تحس شيئا بعد ذلك حتى أفاقت ورأت نفسها فى قصر زوجها أذينة ولونجين إلى جانبها ينظر إلى وجهها فى لهفة وحزن . فتلفتت حولها لتعرف أين تكون ؛ ثم عاد إليها الوعى بطيئا ، وأعاد عليها لونجين قصة القضاء العجيب .

إن الأحلام الخادعة أقرب إلى الحقيقة من هذا الذى قصه عليها لونجين . ألا تكون فى غمرة من الخيال العابث الذى يصوره لها ذهنها المكدود ؟ أين ذلك العقل الذى جعلته هاديها وآمنت بوحيه منذ حين ؟ أين لها قلب مثل قلب لميس لكى تؤمن ولكن ترى فى أحداث الحياة آيات تعزز الايمان ؟ لقد أثار القضاء إعصارا أهوج فى ليلة حتى خيل إليها أن الأمر كله قد انتهى وأن الملك والمجد والشرف والحب وأذينة والحياة ، كل ذلك قد مضى ، ولم يبق منه بقية تؤنس بقية الأيام التى لم تستطع أن تتخلص منها . فإذا بها ترى الإعصار قد هدأ فجأة ، وتكشفت السماء بعده فلم يخلف وراءه إلا أشلاء الصرعى الذين خبطهم فى هبوبه .

لقد سكن ذلك القضاء الغاضب . قد سكن بعد أن أنفذ ما أراد !

وقامت الملكة من سريرها فائرة ، وأصلحت من شأنها وقلبها متوزع بين حزنها وأملها ، تفكر حينا فى زوجها الذى جاءت هاربة إليه ، فلم تجد منه إلا جثة قد أكبت عليها المرأة الحزينة شهناز التى شاركتها فى قلبه ، شهناز الأعجمية الكريهة المسكينة . ويل لها من الليالى الموحشة التى بقيت لها فى الحياة لقد ظنت أنها تستطيع أن تعيش بغير أذينة ، وها هى ذى تحس مرارة اليأس عندما تحققت أنها سوف تحيا بغيره ، ماذا بقى لها فى الحياة بعد أذينة ؟

لم يبق لها إلا صبيتها الذين تركتهم فى تدمر بين يدى العدو الغالب المخيف . وما كادت تذكر ذلك حتى اهتزت من القلق ، وتمنت لو أن لها جناحين تطير بهما إلى القصر المحصور لتنظر كيف أصبح من بين جدرانه من الأعزاء . أيهلك زوجها أذينة ويتبعه أبناؤها الذين كانت تحرص من أجلهم على الأمل فى الحياة ؟

أيهلك وهب اللات وتيم اللات والحيران بنو أذينة ؟ وهذه الفتيات اللائى كن يضئن عليها القصر بابتسامتهن أيذهبن جميعا فى ظبا السيوف الحانقة الوحشية ؟

ونزلت إلى البهو لتودع أذينة قبل الرحيل ، فوجدته قد حمل إلى مخدع منعزل ، والكهنة والأطباء يعالجون جثته بالقطران والمر والنطرون ، ويعدونها للمقام الطويل الأبدى ، فلم تستطع أن تتزود منه بالنظرة الأخيرة ، ووقفت لدى بابه متحركة الأشجان ، وأسندت ذراعها على الجدار ، ومالت برأسها فوقه ، وقالت فى حزن عميق :

- سوف تغدو الحياة بعدك قفرا أذينة . كنت مؤنسى وعمادى ، وكنت موئلى فى الخطوب . فزعت أرجو الأمان عندك لما أن أحاطت بى المخاوف ، ولم أدر أن القضاء أسرع إليك قبلى . وعلى أن أقضى سائر أيام الحياة الموحشة وحيدة لا ألجأ إلا إلى نفسى . كنت وأنت بعيد تبعث فى الاطمئنان . كان قلبى يجحدك وهو ممتلئ بك ، ويكابرنى فيك وهو منصرف كله إليك . استمع يا أذينة إلى حزنى وانظر إلى دمعى , استمع إلى زنوبيا لتفضى إليك بحديث قلبها ، لعلك تعفو ولعلك ترضى . إننى أتوجع يا أذينة ! إننى أتعذب !

وجعلت تتنشج حتى خارت قواها . فتقدم إليها لونجين ، وكان واقفا وراءها يشاركها فى البكاء ، فوضع يده تحت ذراعها وجذبها برفق ، وسار بها إلى البهو ، فأقعدها على أريكة ، فارتمت عليها وأغمضت عينيها والدموع تتساقط على خديها فى صمت لولا شهقات عنيفة كانت تهز صدرها .

وأقبل مالك بن زباع بعد حين ، فوقف إلى جانب لونجين ونظر إلى الملكة فى حزن ، ففتحت عينيها عندما أحست به ، واعتدلت فى جلستها ، وجففت دموعها ، ونظرت إليه قائلة وهى تتمالك نفسها :

- ألم يحن الرحيل ؟ فنظر لونجين إلى مالك ينتظر ما يجيب به ، فقال مالك مترددا :

- متى شئت يا مولاتى . فقامت تتحامل على نفسها ، وقالت فى اضطراب : - الآن ! الآن نسير إلى تدمر .

ثم التفتت إلى لونجين فوجدته ينظر إليها فى شئ من الهلع لما رأى من ضعفها ، فاستمرت تقول وهى تسير خارجة من البهو مترنحة :

- مالك تنظر إلى كذلك يا لونجين ؟ الآن يسير الجيش إلى تدمر . يا مالك جهز الجيش للسير غدا ، غدا إذا بزغ الفجر . ولكن ، كيف لى أن أصبر إلى غد ! اليوم نسير إلى تدمر يا مالك . أواه !

ثم تعثرت فى خطواتها ، ورفعت يديها إلى رأسها ووقفت تهتز لحظة ، وكادت تسقط لولا أن أسرع إليها لونجين ومالك وحملاها ! وقضت أياما بعد ذلك طريحة فى وقدة الحمى ، وهى تهذى فى بحرائها ، تنادى أذينة ووهب اللات ، وتذكر شهناز ولميس ، وتصرخ فزعة باسم معن . واضطر مالك أن ينتظر بالجيش فى حمص حتى تستطيع الملكة أن تصاحبه ، وكانت الأيام تمر بطيئة ، والأخبار تتوارد مما يحدث فى تدمر وفى الإسكندرية وفى رومة . لقد كان العالم كله يضطرب ويفور بالحوادث : فتدمر تموج بجموع العدو ، والحامية لا تزال تدافع فى القصر . والاسكندرية تثور بالروم وتطارد جيوشهم فيها ، وتخرجهم فتقذف بهم إلى البحر ، وقواد الجيش الرومانى يثبون فى إيطاليا على أمبراطورهم جالينوس ، ويقتلونه وهو فى معمعة القتال مع العدو . لكأن الآلهة قد تخلت عن حمل هذا العالم ،

فتزلزل واضطرب وتداعى لكى ينهار ، فليس يستقر فيه ركن من الأركان .

ومضى أسبوع ، ثم أبلت الملكة من مرضها ، واستطاعت أن تركب مع الجيش وتسير معه ، وهى تستحثه لعلها تبلغ تدمر قبل أن يعجز من فى القصر عن النضال .       ثم اقترب الجيش من تدمر فى أول الليل ، وكان الهلال الجديد قد غاب فى أفق الغرب ، وكان الهواء البارد يعصف فى أنين حزين ، ويثير رمال الصحراء بعد يوم صائف ثقيل ؛ فأمرت الملكة بالنزول حتى يستريح القوم تلك الليلة قبل أن يبدأ النضال المر فى الصباح . وجلست إلى جانب لونجين فى خيمة تنقى بها عصف الرياح ، وجعل لونجين يقرأ لها فى الالياذة وهى تستمع إليه فى فتور ، وتذوق طعاما يسيرا من مرق لحم الابل ومن لبنها بعد مشقة السير الطويل ، حتى بلغ لونجين فى قراءته إلى خدعة أوذيس ، إذ نصح قومه بصنع الفرس الخشبى العظيم ، ودس أبطال الاغريق فى جوفه . فقالت الملكة لمعلمها :

- حيلة بارعة يا لونجين !        فيستمر لونجين فى قراءته متحمسا ، موسيقى النبرات ، يصور بصوته لوحات هومير :

- ونزل أهل طروادة إلى ذلك الفرس الخشبى ، وفرحوا بالاستيلاء عليه غنيمة من عدوهم المهزوم ، حتى إذا نام الحراس وسكنت (إليون) ، خرج الأبطال من جوف الفرس وقتلوا حراس الأبواب .

فرفعت زنوبيا عند ذلك يدها ووضعتها على صفحة الكتاب صامتة وعيناها تحملقان فى الفراغ .

وكان الليل قد مضى نصفه ، واشتد البرد ، ورها الهواء ؛ فتدثرت زنوبيا بعباءتها وقامت تسير فى الصحراء ، وسار لونجين وراءها فى صمت ، وجعلت تنظر إلى النجوم اللامعة ، كأنها تناجيها وتستوحى نصحها .

ثم مالت إلى كثيب فاضطجعت عليه ، وذهبت فى صمتها حينا تحملق فى النجوم . فقال لها لونجين مشفقا :

- ألا تصيبين من النوم شيئا قبل الصباح ؟ إن البرد يشتد ، وفى غد جهد شديد .

وسمعت زنوبيا قوله ، وكأنها لم تسمع شيئا ، وبقيت تفكر ناظرة فى الفضاء ، ثم قالت بعد حين بصوت حالم :       - لقد كان أوذيس داهية يا لونجين .

فنظر إليها لونجين متعجبا ولم يجب . فقامت من ضجعتها وقالت له فى حماسة :

- لكأنى بالآلهة توحى إلى يا لونجين . ألا تفهم ما أريد ؟

فقال لونجين :      - هى قصة من نسج الخيال ، إنى أحب هومير من أجلك يا مولاتى . ولكن الآلهة لا توحى بخيال الشعراء .

فقامت الملكة وقالت فى حماسة :       - بل هى الآلهة توحى إلى يا أيها السيد المبجل ! سأدخل القصر من حيث خرجت يا لونجين ، فلعله لا يزال سالما من ذلك العدو . وسأكون فى تدمر مثل خدعة أوذيس فى إليون .

ففتح لونجين عينيه وقال مسرعا : - ولكن ... ... فقالت له الملكة وهى تتأوه :

- لا تخذلنى يا صديقى بالشكوك . لئن كان العدو قد اقتحم القصر فما لى فى الحياة أرب من بعد من فيه . أرسل إلى مالكا يا لونجين ، فلأصبحن تدمر ، أو لألحقن بصديقى إلى الهلاك . إنى لا أطيق الصبر على طول الحصار .

فأطرق لونجين حينا ، ثم نظر إليها فرآها لا تزال تنظر إليه تنتظر إنفاذ أمرها ، فلم يستطع المخالفة ، وقام يسير إلى خيمة مالك بن زباع .

وعادت زنوبيا إلى خيمتها تتصور فى نفسها كيف تتم مخاطرتها العظمى . (يتبع)

اشترك في نشرتنا البريدية