الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 7الرجوع إلى "الثقافة"

قصتان ! . .

Share

إحداهما لموليير ، والأخري لجيرودو ، وموضوعهما واحد ، أو يوشك أن يكون واحدا . وعنوانهما واحد على كل حال ، ومذهب الكاتبين فيهما واحد . وقد أراد الكاتب المعاصر جيرودو أن يقلد الكاتب القديم والشاعر العظيم موليير ، وان يحدد قصته ، كما صنع بقصص يونانية قديمة ، فجددها وأحيا أبطالها القدماء ، وأحيا ما كان يلم بهم من أحداث ، وأجري الحوار بينهم في هذه الأحداث نفسها ، ولكنه أجراه على نحو لا يصور الأحداث القديمة ، والعقل القديم ، والشعور القديم فحسب ؛ وإنما يصور به الحياة الحديثة ، والعقل الحديث ، والشعور الحديث أيضا . ولعله إلي تصوير الحياة المعاصرة وأحداثها احرص منه على ان يصور الحياة القديمة وما كان فيها من الخطوب ، أو لعله أحرص على أن يحقق غايته الفنية الخالصة غير حافل بالحياة القديمة ولا بالحياة الحديثة إلا بمقدار ما تقدمان له من المادة لتحقيق هذه الغاية الفنية ، وهي مجرد إمتاع العقل والشعور بلون من الأحداث والحوار يلائم ميله إلي الدعاية والفكاهة والعبث بكل شئ ، والسخر من كل شئ ، واستخلاص العظة والعبرة من هذا السخر وذاك العبث دائما.

وقد وفق جيرودو في هذا النحو من تجديد القديم إلي ايات فنية رائعة بارعة حقا ، يقف منها القراء والنظارة موقف الدهش والحيرة والاعجاب . ولست انسي تحديده القصة الكترا ، وعرضه أحداث هذه القصة على طريقته هذه الغريبة ، التي تملؤها المفاجآت ، ويكثر فيها التنقل

بين النقائض والوثوب من طور إلي طور آخر لا يلائمه ولا يشاكله ، وإنطاق القدماء بما لا يمكن أن ينطق به إلا المحدثون . والانتهاء ، بعد ذلك إلي تصوير ما يمتاز به هذا العصر الحديث من اضطراب الخواطر والآراء ، واختلاط الامر على أهله ، حتى يخيل إليهم ، أو إلي اصحاب السذاجة منهم ، ان امور الناس كلها سائرة إلي الفساد ، ولكن حكيمهم . وهو شخص تظهر عليه أمارات البله والغفلة ، وآيات الفقر والأعدام ، حتى يراه بعضهم بائسا سؤلة ، ويراه بعضهم الآخر إليها ثابتا - هذا الحكيم بنبئهم بأن فساد أمورهم هذا ليس شرا ولا نكرا ، ولكنه فجر لعصر جديد .

قرأت قصة الكترا هذه مرة وشهدت تمثيلها مرتين ، وما زال احب شيء إلي ان اجدر العهد بها فأقرؤها مرة ومرة وأشهد تمثيلها مرة ومرة كذلك . ولكني لم ا كتب لا يحدث إليك عن الكترا ، فقد يتاح لي أن أتحدث إليك عنها في فرصة أخري ، وإنما كنت لأتحدث عن هذه القصة التي حملت إلينا أخيرا والتي تجدد قصة قديمة لموليير . وقد قلت إن عنوان القصتين واحد ، فقد سمى موليير قصته ارتجال فرسايل Limpromtu de Versailis وسمي جيرودو قصته ارتجال باريس .Limpromtu de Paris وقلت إن موضوع القصتين واحد أو يوشك أن يكون واحدا وان مذهبهما واحد علي كل حال . فقد خطر لموليير سنة ١٦٦٤ ان يرد على بعض خصومه ومنافسيه من الممثلين الذين كانوا يعيبونه ويشتطون عليه في النقد ، فلم يرد

عليهم بكتاب يؤلف أو رسالة تنشر أو فصل يذاع . وإنما يرد عليهم بقصة تمثل وزعم أنه يرتجل تمثيل هذه القصة ارتجالا أخذ فرقته بأن تمثل بين يدي الملك علي غير استعداد للتمثيل ، وعلي غير استظهار لحوار اعد من قبل ، وإنما ينبغي ان يتخيل كل ممثل وكل ممثلة الشخص الذي يجب ان يصوره ، وان ينطق على لسان هذا الشخص ما ينبغي أن ينطق به الشخص نفسه ، وأن يأتي من الحركات ويظهر من الأشكال ويتخذ من جرس الصوت وتنقيحه ما ينبغي لذلك الشخص ان يأتي به .

وقد خطر لموليير أن يهيئ فرقته للاعادة في وقت قصير جدا قبل مقدم الملك لشهود التمثيل ، وجعل أعضاء الفرقة يتعلمون عليه لأنهم لا يستطيعون التمثيل على غير تأهب ولا استظهار ، وجعل هو ييسر الأمر عليهم تيسيرا ، ويشتد عليهم ويعنف بهم أحيانا ، ويرشدهم إلى ما ينبغي أن يقولوا وإلي ما ينبغي ان يفعلوا ويتعجلهم في ذلك وهم يستجيبون له حينا ويمتنعون عليه أحيانا ، ويكون من الحوار بينهم وبينه في ذلك كله إلمام بما أراد أن يلم به من الرد ، وهجوم على منافسيه وخصومه واستهزاء بهم وسخرية منهم ، وتصريح بهذا كله ، ونقد للحياة الاجتماعية في القصر وفي باريس ، وعرض المذهبه في التمثيل المضحك وتقرير لأنه عندما يضع قصة مضحكة لا يريد هذا الشخص أو ذاك ولا هذه الطبقة أو تلك ، وإنما يريد إلي الناحية التي تستحق النقد ونثير السخرية من نواحي الحياة الإنسانية . فليس عليه بأس أن يري الناس أنفسهم في هذه القصص لأنه لم يرد إلي ذلك ولم يعن به ، وإنما رأي الناس انفسهم في هذه القصص مصادفة وعلي غير تعمد من الكاتب لأن قصصه كانت مرآة صادقة صافية لحياة الناس وما يكون لهم من الأخلاق وما يصدر عنهم من الأقوال والأعمال . وإن موليبر ليحاور أعضاء فرقته ويداورهم وإذا قادم عليه ، ينبئه بأن مقدم الملك قريب ، فيضطرب ، ويستمهل ، ولكن الملك

لا يمهل ، فهذا رسوله يلح، وهذا موليير يستمهل ، ثم ينتهي الأمر إلي أن يقبل الملك عذر الفرقة ، فيمهلها وبعفيها من هذا التمثيل الذي لا يمكن أن يرتجل ارتجالا.

كذلك صنع موليير في القرن السابع عشر . فأما جيرودو فقد سلك هذه الطريقة نفسها في القرن العشرين ، ولكنه لم يقصد إلي الرد علي خصومه ومنافسيه ، ولا إلي النيل من نقاده وعائبه ، او هو قد قصد إلي ذلك في شيء من التلميح والإشارة ، فأما قصده الصريح فكان إلي الدفاع عن التمثيل والذياد عن هذا الفن الذي يخضع في هذه الأيام لأزمة عنيفة توشك أن تعرضه لخطر شديد

وقد كان ظريفا أن يري النظارة في ديسمبر من سنة ١٩٣٧ أعضاء فرقة التمثيل في ملعب الانينية بباريس يتحدثون بأسمائهم ويأشخاصهم ، لا يمثلون أشخاصا غيرهم ، ولا يتسمون بهذه الأسماء التي يضعها الكتاب لأبطال القصة وأشخاصها ، ولا يتحدثون في غير شؤونهم الخاصة التي خمس فنهم الذي يعيشون به ويعيشون له . وكان مصدر هذا الظرف قبل كل شئ أن الكاتب خدع النظارة عن أنفسهم وعن الممثلين ، فخيل إليهم أنهم يرون هؤلاء الممثلين وهم يضطربون في حياتهم الفنية اليومية ، وخيل إليهم بذلك أنه يظهرهم على دخائل التمثيل والممثلين ، مع أنه في حقيقة الأمر لم يظهرهم إلا علي ما أراد أن يظهرهم عليه من تكلف الفن وتصنعه ، فهؤلاء الممثلون الذين كانوا يضطربون ويتحاورون أمام النظارة لم يكونوا أنفسهم إن صح هذا التعبير ، وإنما كانوا أشخاصا يمثلون أنفسهم تمثيلا ، ويمثلون أنفسهم كما أراد الكاتب أن مثلوها لا كما أرادوا هم أن يمثلوها . فهذه هي الخدعة الأولى . والخدعة الثانية أن هذا الحوار الذي كان يدور بين المثلين لم يكن هو الحوار الطبيعي الذي يدور بينهم في حياتهم الفنية اليومية إذا خلوا إلي أنفسهم ، وتحدث بعضهم إلي بعض . وإنما كان حوارا صنعه لهم الكاتب ، وأخذهم بإدارته بينهم

وإجرائه على ألسنتهم ، وقد أخذ الممثلون حين رفع الستار يتهيئون لتمثيل القصة القديمة التى كتبها موليير ، وحدثت فيها آنفا ، وأخذوا يتعللون بما كان يتعلل به اصحاب موليبر من انهم لم يستعدوا ، وبتعللون بأشياء ، أخري حديثة افحمها الكاتب افحاما في القصة ليخرج البيئة عن طورها القديم ويلائم بينها وبين العصر الحديث . فهذه ادوات تطلب هنا وهناك ، وهذه ممثلة مريضة بريد رئيس الفرقة أن يطب لحلقها فيمسه ببعض الدواء قبل أن تبدأ بالتمثيل ، وهؤلاء الممثلون يداعب بعضهم بعضا ويتندر بعضهم على بعض بأحاديث وفكاهات مشتقة من حياتهم اليوم اليومية ، وصلاتهم الخاصة . وهم في ذلك وإذا قادم يقبل عليهم فيتنكرون له ويتبرمون به كما فعل موليير في قصته ، ويريدون أن يردوه عن ملعبهم لأنهم بعيدون ولا ينبغي أن يشهد الإعادة أجنبي . ولكنه يلح ويفرض نفسه عليهم فرضا كما فعل القادم علي موليير في قصته مع شئ خطير من الفرق ، وهو أن موليير قد نجح في التخلص من الطارئ عليه . فأما جوفيه رئيس الفرقة المعاصرة فقد انتهى إلي أن يرغب إلي الطاريء عليه في أن يقيم ، وفي أن يلقي عليه ما أراد من سؤال .

ذلك أن هذا الذي طرأ على الفرقة المعاصرة ، لم يكن ثقيلا ولا طلعة ، وإنما هو عضو من أعضاء مجلس النواب الفرنسي ، ومن أعضاء اللجنة المالية في هذا المجلس ، قد أقبل يحمل إليهم مالا ، أو يحمل إليهم الأمل في المال . ظهر للجنة المالية أن دخل الدولة قد أربي على خرجها ، بمقدار لا بأس به من الملايين ، فرأت ان تهدي هذا المال إلى الغرفة التمثيلية ، وكلفت هذا العضو من اعضائها ان بضع تقريرا عن هذه المنحة التي ستنول عنها الدولة تشجيعا للتمثيل ، وراي هذا العضو إلا يكتب تقريره حتى يتحدث إلي الممثلين أنفسهم عن هذا الفن وحاجاته ، واختار رئيس هدم الفرقة لمكانته المتازة بين الممثلين والمخرجين، وأصحاب

الرأي في شؤون التمثيل بوجه عام .

ولا يكاد رئيس الفرقة يسمع منه هذا ، حتى يطمئن إليه ، ويظهر حسن الاستعداد للاجابة على ما سيلقي عليه من سؤال . والحوار الذي يدور بين هذا النائب وبين رئيس الفرقة وأصحابه هو الغرض الذي قصد إليه الكاتب حين وضع قصته . وهو حوار لذيذ قوي حقا ، وألذ منه وأقوى ان الكاتب قد استطاع ان يجريه على ألسنة الممثلين ، وان يجريه علي ألسنتهم في الملعب ، وامام النظارة ، وبين أيدي الجمهور . وموضوع هذا الحوار خليق ان يكون موضوعا لمقالة تنشرها الصحف او لكتاب عن فن التمثيل ، وهو على كل حال من الموضوعات التي يحسن أن يخلو إليها القارئ فيقرؤها بينه وبين نفسه ، ثم يتحدث فيها إلى اصحابه واصدقائه ، فأما ان يعرض هذا الموضوع على جمهور النظارة الذين يكتظ بهم ملعب التمثيل ، فهذا هو الشئ الطريف ، لأن الكاتب قد حول الممثلين إلي محاضرين ، يحاور بعضهم بعضا في النقد الأدبي الخالص الرفيع .

وهذا يعجبني ويلذني ، ويصور ما انتهت إليه بعض البيئات الأوربية أو الباريسية من الرفي الأدنى الممتاز الذي يمكن جمهورا غير متخير ولا منتخب ، من ان يذهب إلى الملعب ، وينفق في ذلك الوقت والمال ، ليسمع الممثلين يحاور بعضهم بعضا في هذا النقد الممتاز الرفيع.

وقد كنت خليقا أن اترجم لك هذا الحوار ترجمة ، فذلك امثل طريق لإظهارك على ما فيه من قوة وجمال ، ولكن صفحات " الثقافة " لا تتسع لهذه الإطالة ، فحسبى أن ألخص لك الأصول التي دار عليها هذا الحوار .

فالكاتب يدرس في هذا الحوار ما يكون من صلة بين النقاد والمثلين ، وبين النقاد والنظارة ، ويدرس ما يكون من صلة بين النظارة والممثلين وبين الملعب نفسه والممثلين ، وبدرس آخر الأمر ما يكون من صلة بين التمثيل والدولة ، وبين الدولة والنظارة التي تختلف إلي ملاعب التمثيل . وكل

موضوع من هذه الموضوعات خليق أن يطول عنه البحث ويكثر فيه الكلام ، ولكن الكاتب يلم به إلماما رفيقا سريعا فيه مع ذلك الغناء كل الغناء . فأما الصلة بين النقاد والمثلين ، وبين النقاد والنظارة ، فيراها الكاتب رديئة إلي أقصي حدود الرداءة . ذلك لأن النقاد لا يحبون الفن ولا يحبون النظارة ، وإنما يحبون أنفسهم وما يكون لنقدهم من صوت بعيد ، وقد صنعوا لأنفسهم من الفن صورة مشوهة ليست صحيحة ولا صادقة ، وقد أذاعوا هذه الصورة وأسرفوا في إذاعنها حتى فرضوها علي الناس فرضا ، وحتي أفسدوا رأي الناس في التمثيل وذوقهم له ، فهم قد أهملوا في هذه الصورة التي صنعوها لأنفسهم وأفسدوا بها ذوق الناس ، ما ينبغي أن يكون للغة والأسلوب وحسن النطق من مكانة في التمثيل ، حتى انحط الفن وسفلت لغته وأسلوبه ، وأهمل الممثلون تجويد النطق ، وأصبح التمثيل فنا مبتذلا من فنون الشوارع ، بعد أن كان فنا من فنون الأدب الرفيع . ومن إساءة النفاد إلي التمثيل والممثلين والنظارة جميعا ، أنهم أقروا في نفوس الناس أن القصة التمثيلية إنما تقاس جودتها بحظها من الوضوح ، وقربها من الفهم ، بحيث لا يغتفر فيها الغموض ، ولا يقبل من كاتبها الالتواء . وبهذا ابتذل التمثيل وأصبح شيئا كغيره من الأشياء ، يسيرا سهلا لا مشقة فيه ولا جهد ، وأمكن الاستغناء عن شهود الملعب بقراءة القصة ، مع أن التمثيل ليس القصد به إلي الفهم والإفهام ، وإنما هو متعة فنية خالصة ، يشترك فيها العقل والقلب ، والعين والأذن ، والذوق والمزاج كله ، هو أشبه الأشياء بالموسيفي ، ليس من الضروري ، وقد لا يكون من الممكن ، وقد لا يكون من الخير أن تفهم ، وإنما غابتها أن تثير اللذة وتحدث هذا المتاع الفني الممتاز.

والقياس الذي يجب أن تقاس به جودة القصة في رأي جيرودو ، هو الأثر الذي تتركه ، أو قل الذي تحدثه في

نفوس النظارة ، لا أثناء شهودهم للتمثيل ، بل بعد أن نتقضي الليلة الكاملة بينهم وبين شهود التمثيل . فاذا أصبح أحدهم نشيطا سعيدا ، مغتبطا مبتسما للحياة ، مستقبلا عمله في جد وحسن استعداد ، فقد شهد قصة تمثيلية جيدة ، وإلا فقد شهد قصة تمثيلية رديئة .

وكذلك يسيء النقاد إلي الممثلين وإلي التمثيل وإلي النظارة ، حين يبتذلون التمثيل ويقضون من شأنه ويكلفونه ما لا ينبغي أن يتكلف . والصلة بين النظارة وبين التمثيل والممثلين نتيجة لموقف النقاد ، فهم بنقادون لما يقرأون ويأمرون بأمر هؤلاء السادة الذين بوجهونهم في الصحف إذا أصبحوا وإذا أمسوا . وكان الحق أن يكون النقاد مرآة للنظارة لا قادة لهم ولا مؤثرين فيهم

فأما الصلة بين الدولة وبين التمثيل والممثلين وبين النظارة فليست أقل رداءة من الصلات التي صورتها انفا، ومصدر ذلك أن الدولة لا تفهم نفسها ولا تفهم واجبها لنفسها ولفرنسا . فالدولة الفرنسية قد أعرضت في هذه الأيام عما ألفت من السنن والتقاليد ، وسلكت في حياتها مسلكا يغض من مكانها في الخارج . فهي تؤثر العافية وتميل إلي الملاينة وتحرص على ان تحسن صلاتها مع امم الأرض جميعا , وهي بذلك تقصر في مهمتها التاريخية الخطيرة . ومهمتها التاريخية الخطيرة هذه هي أن تنقص على العالم حياته . فقد خلقت فرنسا لتراقب وتنقد وتنكر الظلم والطغيان , وترد الظالمين والطغاة إلي العدل والقصد ، بحيث يشعر كل ظالم وكل طاغية أن أموره تستقيم له لو لم توجد هذه الدولة المنغصة التي تسمى فرنسا.وينشأ عن تقصير فرنسا في فهم مهمتها وعن إيثارها للعافية في حياتها الخارجية أن يسلك الأفراد والجماعات مسلك الدولة ، فيكون اللين ويكون التهاون ويكون التقصير في الواجبات والإخلاد إلي حب الأمن والدعة وإيثار النفس باللذة والخير ( البقية على صفحة ١٤)

اشترك في نشرتنا البريدية