الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 7الرجوع إلى "الثقافة"

قصتان

Share

(بقية للنشور على صفحة)

ويذهب التمثيل هذا المذهب فيخرج للناس قصصا بصور هذه الحياة الفائرة الخاملة . ولو قد مضت فرنسا في سنتها وتقاليدها لذهب ابناؤها في ذلك مذهبها ولكان بعضهم على بعض رقيبا ، ولكان التمثيل منغصا لحياة الأفراد والجماعات ، مما يكون من مراقبته لها ونقده إياها وإنكاره عليها كل إسراف وكل تقصير . إذا لقال كل مسرف وكل مقصر لنفسه إذا خلا إليها إن أموري لتستطيع ان تستقيم لي وان تجري علي ما أحب لولا هذا المنغص الذي يسمي ملعب التمثيل .

وإذا فمن الحق على الدولة ان تفهم نفسها وتصحح سيرتها وتؤدي مهمتها اولا ، ليذهب الأفراد مذهبها في ذلك ، وليؤدي التمثيل مهمته ، فيصبح الرقيب الناقد الذي يوجه الناس إلي الخير وإلي الجمال ويردهم عن الشر والقبح . وإذا كانت فرنسا نريد من ابنائها ان يعملوا وان ينتجوا وان يجدوا وان ينشطوا ، فينبغي ان تهيئ لهم وسائل هذا كله ، والتمثيل من اهم هذه الوسائل وأقواها لأنه يغسل نفوس النظارة من اوضار الحياة اليومية ويهيئها للعمل جديدة نقية عظيمة الحظ من النشاط والإقدام.

وكذلك يتم العهد والاتفاق بين رئيس الفرقة ومندوب الدولة على ان تنجدو عناية البرلمان بهذا الفن ليجدد الفن عنابته بنفسه وبالناس .

ولم الخص لك من موضوعات هذا الحوار إلا أظهرها وايسرها وأقربها منالا ، واظنك توافقني على ان الكاتب كان جريئا بارعا حين استطاع ان يعرضها على النظارة في هذه الصورة التمثيلية الجميلة . وأنا على كل حال أرجو أن يثير تلخيص هذه القصة في نفوس القراء المصريين ما اثارت القصة نفسها في نفوس القراء والنظارة الفرنسيين من ألوان الملاحظة والنقد والتفكير .

اشترك في نشرتنا البريدية