الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 112الرجوع إلى "الرسالة"

قصور بيزنطية

Share

من أنباء استانبول الأخيرة أن المباحث الأثرية التي يجريها  العلامة الأثري الايكوسي الأستاذ باكستون للبحث عن مواقع  بيزنطية القديمة قد أسفرت عن العثور على بعض آثار تحدد موقع

القصر الإمبراطوري القديم أو قصر قياصرة الدولة الشرقية.  وقد توفر على درس هذه المسألة عدد كبير من العلماء؛ ودرسوها  على ضوء الخطط القديمة لعاصمة القياصرة؛ ولكن مباحثهم  كانت نظرية في الغالب؛ وأشهر من قام بهذه الدراسات العالمان  الأثريان ممبوري وفياند في رسالتين شهيرتين أثبتت بهما بعض  الخرائط والخطط النظرية القديمة لعاصمة القياصرة. وقد استعان  الأستاذ باكستر بهذه الدراسات التاريخية على إجراء مباحثه؛  وبدأ بالحفر على مقربة من جامع السلطان أحمد الذي تجتمع فيه  عدة من أشهر الآثار البيزنطية مثل كنيسة أياصوفيا الشهيرة،  وهي على مقربة منه، ومسرح الهيبدروم   (مسرح الخيل) ؛  وحصر الأستاذ حفرياته في المنحدر المتجه نحو البحر، فعثر على  عمق مترين ونصف متر على ممشى من الرخام وعلى بعض الأساسات القديمة، ووجد بينها آثار أحجار وفسيفساء تدل على أنها من  صنع الترك في القرن السادس عشر؛ ولما نظفت هذه الأسس  وحفر حول الممشى الرخامي ظهرت فسيفساء أخرى، عرف في  الحال أنها من بقايا القصر الإمبراطوري، فتوسع الأستاذ باكستر  في الحفر في تلك المنطقة، فعثر على قطع أخرى من الفسيفساء البيزنطية القديمة، ولم يعرف بعد أي جزء من القصر الإمبراطوري  هذا الذي أكتشف؛ على أن هذا الممر الرخامي يمتد نحو عشرين  متراً، وعرضه نحو عشرة أمتار، وتظلله أعمدة ترتفع نحو خمسة  أمتار ونصف متر. والمظنون أن هذا الممر إنما هو أحد أروقة   (الهيبدروم) ؛ وقد كانت هذه الأورقة في العصور القديمة  داخل القصر في الجناح المخصص لشخص الإمبراطور؛ وربما  كان هذا الممر الرخامي وهذه الفسيفساء من بقايا كنيسة   (ثانيا)  وهي الكنيسة الإمبراطورية الخاصة، وربما كان من بقايا الجناح  الصيفي الذي بناه الإمبراطور تيوفيلوس. ومهما كانت الآراء  الخاصة بهذه الآثار، فإن الرأي مجمع على أنها على أعظم جانب من الأهمية في الكشف عن مواقع القصر الإمبراطوري القديم

اشترك في نشرتنا البريدية