صدر أخيراً في أمريكا كتاب جديد لماريا ريمارك عنوانه: (الرفاق الثلاثة) drei kameraden وريمارك كما نذكر هو مؤلف الكتاب الذي لقي أعظم نجاح في عصرنا وهو القصة المسماة (كل شيء هادئ في الميدان الغربي) التي تدور حوادثها على حياة الجندي أثناء الحرب الكبرى. والكتاب الجديد هو أيضاً قصة اجتماعية عسكرية من النوع الذي حذقه هذا المؤلف الذي حباه الحظ بأكثر مما حبته مواهبه الكتابية
وريمارك الآن في التاسعة والثلاثين من عمره؛ وحياته قصة عجيبة، فهو ألماني من وستفاليا، وكان في حداثته يغني في جوقة بعض الكنائس؛ ولما نشبت الحرب كان جندياً يحارب في الميدان الغربي؛ ولما انتهت الحرب في سنة ١٩١٨ وعاد ريمارك إلى وطنه لم يجد سبيلاً للعيش؛ فاحترف مهنة البائع المتجول في القرى وأخذ يبيع السلع الرخيصة للنساء القرويات، ولكنه كان في خوف دائم من البوليس لأنه لا يحمل رخصة البائع، ثم ترك هذه الحرفة واشتغل صبياً لبناء أثري، ثم اشتغل عاملاً في أحد الملاجئ وبدأ حياته الكتابية بتحرير الإعلانات، وكان يحررها أحياناً بالنظم، ثم اشتغل كاتباً رياضياً
لإحدى الصحف، ثم كتب قصته الشهيرة فلم تنل في البداية سوى قليل من النجاح، ولكن القدر كتب له بعد ذلك هذا النجاح العظيم الذي لقيه والذي أثري من جرائه وعرف الحياة الناعمة وهو ما يزال في عنفوان شبابه، وكان من حسن طالعه أيضاً أنه كسب على مائدة الميسر ذات يوم مبلغاً كبيراً من المال قبل أن يؤاتيه النجاح، فاستطاع بذلك أن يصلح من شأنه وأن يسيح في معظم بلاد العالم. ويعيش ريمارك الآن في منفاه في سويسرا كباقي الكتاب الألمان الأحرار الذين طاردتهم ألمانيا الهتلرية وأخرجتهم من أرض الوطن
