ظهر أخيراً كتاب خطير في روسيا السوفيتية بقلم زعيم كبير من زعمائها القدماء هو ليون تروتسكي أحد مؤسسي روسيا البلشفية؛ ويقدم إلينا تروتسكي كتابه الجديد بعنوان (خيانة الثورة. ما هو الاتحاد السوفيتي وأين يسير) REVOLNTION BETRAGED ETC ونحن نعرف أن تروتسكي لبث من سادة روسيا وزعمائها حتى سنة ١٩٢٧، وعندئذ بدأ الخلاف بينه وبين ستالين وعصبته، وانتهى الأمر بتغلب ستالين ونفي تروتسكي وتمزيق عصبته. ومن ذلك الحين يعيش تروتسكي في منفاه متتبعاً أحوال روسيا وتطوراتها. ولكن تروتسكي يخلف وراءه عدداً كبيراً من الزعماء القدماء الذين يناصرونه ويخاصمون النظام الجديد، ولهؤلاء أنصار كثيرون في روسيا. وينعى تروتسكي على ستالين سيد روسيا الحالي أنه خان قضية العمال، وبدد تراث لينين، واتبع سياسة رأسمالية، وأنه أقام نظام إرهاب شامل. ويقول تروتسكي في كتابه المذكور: (إن الثورة قد غدر بها القائمون بالأمر، ولكن لم تسحق نهائياً) . هذا هو ملخص نظريته وهو يشرح بعد ذلك مساوئ النظام القائم، ويدلل على أن ستالين يسير بوحي الدول الرأسمالية، ويرغم روسيا على الخضوع لها؛ ويشهر بسياسة الإرهاب القائمة، وذيوع الجاسوسية الشنيعة. وتدبير المؤامرات ضد الأبرياء من الزعماء المخالفين. ولا ريب أن تروتسكي هو اليوم أعظم حجة في شؤون روسيا السوفيتية. ويقال إن لديه مستندات هامة تلقي الضياء على أعمال العصبة التي تسيطر
اليوم على مصاير روسيا؛ وسوف يثير كتابه اهتماماً جديداً بأحوال روسيا وشؤونها ومما يؤثر عن تروتسكي أنه فضلاً عن الدور العظيم الذي لعبه في قيام الثورة البلشفية وسحق حكومة القياصرة، يعتبر من أعظم كتاب روسيا المعاصرين؛ وهو يكتب بعدة لغات بمقدرة مدهشة.

