قرأت ما كتبه الأستاذ الفاضل عبد الحميد عنتر في العدد (٥١٤) من مجلة (الرسالة) الغراء، فوجدته يعتمد في إبطال الاقتراح المقدم إلى المجمع اللغوي في ضبط الخلاف بين العربية والعامية على أنه يخالف الضابط الذي أجمع عليه العلماء منذ ١٣٦٢ عاماً هجرياً، ويقوم على رأي جديد متطرف لا يعتد به لخروجه 26 - 20
على ذلك الإجماع، وما كنت أظن أن مثله يفوته أن صاحب الاقتراح يعرف أن رأيه يخالف ما أجمع عليه العلماء قبله، ولكنه يؤمن مع هذا بما قاله الأُولُ: كم ترك الأول للآخر. وبما قاله الإمام علي رضي الله عنه: لا تكن ممن يعرف الحق بالقائلين له، اعرف الحق تعرف أهله
وقد كان إجماع العلماء القدماء على أن العناصر البسيطة أربعة، فلم يمنع هذا مخالفة المتأخرين لهم، وأن يثبتوا أن هذه العناصر الأربعة مركبة لا بسيطة ' وأن العناصر البسيطة لا تحصى ولا تعد. وبعد فإن ذلك الاقتراح ليس فيه إلا مخالفة ذلك الإجماع، ولا شك أن هذا لا يجعله من الاستحالة في شيء. (. . .)
