إياك أن تتزوج من حسناء. هكذا يقول القصصي الذائع الصيت هـ. ج. ويلز. فالمرأة البسيطة كما يقول هي وحدها التي تستطيع أن تقوم بوظيفة الزوجية.
المرأة البسيطة هي التي تستطيع أن تحبوك بما تصبو إليه نفسك من عيشة هادئة وحياة مطمئنة. إذا لم تكن ممن قدر لهم
أن يرتطموا في حب قديم يعاودهم خفية بالآلام الممضة إلى الأبد. المرأة الجميلة تكون شغلاً شاغلاً لبعلها، فهو مسخر على الدوام لرغباتها ونزواتها، وهو عرضة من أجلها لحسد الحاسدين وحقد الحاقدين. ولو أنه لا تمضي عليه برهة من الزمن وهو على هذه الحال، حتى يعود فيحسد نفسه على أمسه الذي أفلت من يديه وذلك حين يظهر لعينيه ما كان مخبأ عنه من النقائص.
ويختلف الأمر عن هذا مع المرأة البسيطة، المرأة البسيطة بكل معاني الكلمة، فقد لا يمضي وقت طويل على بنائك بها حتى تظهر لك فيها محاسن كانت مغيبة عن عينيك: ابتسامة يحفها الخجل والبراءة تظهر من آن لآخر وتحتجب. نظرة ساذجة توحي إليك الدعة وترسل إلى قلبك السكينة. وحسب المرأة التي على هذا الطراز جمالاً أنها كلها لزوجها وأنها له كنز أمين.
فإذا كانت لي نصيحة كرجل حنكته التجارب، وكانت نصيحتي تستحق العناية في هذه الأيام التي كثر فيه لغط الشباب، فنصيحتي لك أن تتزوج من امرأة تفوقك في السن، إذا كان لابد لك من الزواج. وأستطيع أن أقول في هذه المناسبة بعد تجاربي في الحياة وقد عشت فيها طويلاً: إنك قد تكون أكثر سعادة إذا تزوجت من أرملة. ويقول ويلز بعد تجارب السنين الطوال: يجب أن تكون المرأة التي تختارها لزواجك بسيطة بقدر الإمكان، ويجب أن تكون في سنك أو أكبر من سنك، عارية عن كل ما يسمونه المواهب الاجتماعية أو الثقافية مجردة من الأناقة المصطنعة، فقيرة إذا أردت أن تحتفظ بكرامتك. ولويلز كثير من الآراء في المسألة الجنسية يذكرها في شجاعة وجرأة وقد صور في كتابه الذي ترجم فيه حياته صوراً وفصولاً صريحة عن تجاربه في هذه المسألة تتناول حياته الخاصة وملاحظاته الشخصية على الناحية الجنسية في العصر الحديث.
فيقول عن أول حادث وجداني وقع له وهو في العشرين من عمره إذ قبلته خادمة: إنني شعرت بلذة لم أشعر بمثلها في ذلك الوقت، وابتدأت أحس بالحرمان الذي أعيش فيه ويعيش فيه الكثيرون من أمثالي.
ويرى ويلز أن المشكلة الجنسية لا تختلف عن المشكلة الاقتصادية، فعلة كل منهما الامتلاك، ويرى أن تكون الروابط العائلية روابط جسدية فحسب، أما الشؤون الاقتصادية والثقافية ورعاية الأطفال، فيوكل أمرها إلى الحكومات.

