قرأت في العدد ٨٤ من مجلة الرسالة الغراء مقالاً للكاتب العبقري الدكتور عبد الوهاب عزام سجل فيه مجلساً من مجالس العلامة الواعية الشيخ الخالدي يذكرنا بالأماني القيمة التي كان يلقيها فطاحل علماء الإسلام في عصور مدنيته الزاهرة وقد لاحظنا في هذا المقال ملاحظتين بسيطتين أجببنا ألا يفوت قراء الرسالة التنبه إليهما
(١) لما عدد الشيخ دور العلم العظيمة بالمغرب وذكر جامع القرويين بفاس قال: (إن الذي أسسه هو مولاي إدريس الأصغر) والحقيقة أن بناء القرويين كان بعد وفاة المولى إدريس باثنين وثلاثين سنة إذ شرع في بنائه يوم السبت من شهر رمضان عام خمسة وأربعين ومائتين، والمولى إدريس الأصغر توفي سنة ثلاث عشرة ومائتين وكان ذلك في عهد يحيى بن محمد بن إدريس والقائمة
بتأسيسه هي السيدة (أم البنين) فاطمة بنت محمد بن أبي بكر الفهري قدم والدها من القيروان لفاس وتوفي بها وخلف ابنتين فاطمة هذه وأختها مريم، وأورثهما مالاً كثيراً صرفت فاطمة حظها منه في بناء القرويين، وفعلت مريم مثل ذلك فأسست مسجد الأندلس الذي يعتبر من المساجد العتيقة بفاس
(٢) ذكر الشيخ حين نسب كتاب (جذوة الاقتباس) لأبن القاضي أنه فشتالي (من فشتالة على نهر ورغة) والمعروف أن مؤلف الجذوة (ابن القاضي) من أولاد ابن أبي العافية المكناسيين، نسبه لذلك جميع من ترجم له ممن وقفنا عليه، بل هو نفسه انتسب إليهم في كتابه لما ترجم لموسى بن أبي العافية أمير مكناسة بعد أن تبرأ من أفعاله مع الأشراف ونص الغرض من كلامه: (ونسبتنا نحن هي إلى هذا الرجل أعني موسى بن أبي العافية والله أعلم، لكن فعله الذي كان منه لأهل البيت لا أرضاه. . . . . الخ)
أما كتاب الشريف الكتاني فلا يسمى بالجذوة بل هو (سلولة الأنفاس فيمن أقبر بفاس) وهو للسيد محمد بن جعفر الكتاني الشهير برحلته إلى الشام وإقامته بها والمتوفى بالمغرب منذ بضع سنين
فاس
