لما قرأت ما نشرته الرسالة منذ أعداد من نبأ (المجلة الأدبية) التي ستصدر في دمشق ، والمحاضرة التي ألقيت في بعض النوادى عن ( التأليف والمؤلفين ) وأحاديث ( الراديو ) عن شعراء دمشق ، ورأبت ذلك كله مجتمعاً في عدد واحد، وإلى جنبه ذكر كتاب نشر حديثاً ووصفه بأنه ( آية في التحقيق والتدقيق ) ، ظننت أن الله قد ( بعث) الحركة الأدبية فى الشام ، واستخفنى الطرب حتى حدا بي إلى الإسراع بالعودة إلى الديار ، لأشارك في جنى بواكير هذه الثمرة الطيبة ... وعدت فإذا المجلة ( مشروع ) من هذه المشروعات التي يطيب لبعض الشيوخ المتقاعدين وبعض الشبان المتبطلين الكلام فيها ليوهموا أنفسهم أنهم (يشتغلون) ولم يتحقق منه إلا اجتماع دعا إليه أحد الأدباء ، وخبر لا أدرى من بعث به إلى الرسالة ، ذكر فيه أشخاص متماثلون متقاربون في شهاداتهم ومنازلهم زملاء في التدريس ، فرفع بعضهم إلى المنزلة العليا وقيل عن بعض إنهم (متأدبون ناشئون) محقدوا على الرسالة ، والرسالة لا ذنب لها ... وإذا المحاضرة التي ألقيت ونشرت كاملة في صدر (الهلال) تشتمل على دعوة (قوية) إلى ترك الثناء بالباطل ، و إلى النقد الصريح . ونحن اتباعاً لهذه الدعوة ، وامتثالاً لأمر صاحبها ، نعلن أن المحاضرة أرقى بقليل من كتاب ( الوسيط ) الذى يدرس للطلاب ، وأنها خالية من الإحاطة بالموضوع ، ومن التحقيق العلمى ، ومن ( الشيء الجديد ) ، وأنها عبارة عن نتف من هنا ونتف من هناك ، جمعت بأسلوب خطابي يثب فيه المؤلف من عصر إلى عصر ، فيذكر أشياء لا ندرى لماذا يذكرها ، ويهمل أشياء لا ندرى فيم أهملها ، ثم يختمها بكلام
طويل في وصف المؤلف الذي ( يريده ) . أما أحاديث الراديو ، فلم تلق بعد ، وأظن أن هذا الشاب العامل المجد سيكون أدنى إلى التوفيق من سادتنا الكهول الذين أخذوا شهرة من الدهر فناموا عليها ، واطمأنوا إليها ، وأهملوا الإنتاج القيم ، وإذا الحركة الأدبية ) لا تزال ) ميتة أو مغشياً عليها قد صرعتها السياسة وأحداثها، فأحببت أن أنشر هذا البيان في الرسالة لا بغضاً لدمشق فما يدعى محبتها أكثر منى إلا كاذب ، ولكن حفزاً لاهم وإظهاراً للحقيقة ، واثلا يسجل فى الرسالة غير الحق . وأنا أتمنى والله أن يكون الأمر غير ما أقول ولو عدت كاذباً ....
