الأستاذ أحمد الصاوي كاتب طريف أنيق: ظريف في اختيار موضوعه، وأنيق في ابتكار عرضه. وطرافته في الأداء والوضع، لا يماثلها إلا طرافته في الإخراج والطبع. والصفة الغالبة أو المزية الفارقة فيما ينتجه الأستاذ الصاوي هي الذوق. والذوق ملكة الفنان ومِلاك الفن. وأجمل ما في أسلوبه من صفات البلاغة الإيجاز والحياة والتنوع، وذلك سر ما يشعر به قارئه من الجاذبية واللذة.
ولعل صاحب (إبر النحل) قد وصف نفسه أصدق الوصف بهذا العنوان؛ فهو في رياض الأدب والفن تلك النحلة التي لا تنفك طائفة على الزهر، أو عاكفة على الرحيق، تلسع أحياناً وتغسل دائماً؛ وهي في لسعها وعَسلها تدافع عن الخير وتنتج الخير
(مأساة فرنسا) هي كما قال الأستاذ الصاوي وثائق (يمكن مع التسامح أن تعد شبه دائرة معارف شائقة لهذه الحرب، تشمل الحوادث الطريفة والأسرار الخفية التي لا تنشرها الصحف من حربية وسياسية واقتصادية ونفسية - إلى أعمال الجاسوسية والدسائس والمنافع والفتن التي تهدم البلدان من الداخل - معروضة بطريقة نزيهة واقعية. وهي ملخصات كتب شهود عدول من أعظم كتاب العالم)
وذلك هو الوضع الصحيح لموضوع هذا الكتاب؛ أما أسلوبه ومعرضه وشكله فتمثيل وتفصيل لما ذكرناه وأجملناه في صدر هذه الكلمة.

