الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 305الرجوع إلى "الرسالة"

متاعب إيطاليا في الحبشة - ملخصه عن لورب نوفيل

Share

نشرت صحيفة   (كريتكا فاشستا)  التي تصدر في روما نبذة  عن مركز القوة الإيطالية في الحبشة نقلاً عن مراسلها الخاص  جاء فيها:   (لقد أصبحنا الآن في حالة نستطيع فيها أن نصرح  بأن مركز إيطاليا في إمبراطوريتها آخذ في الانحدار. ويظهر هذا  بجلاء في أديس أبابا أكثر من غيرها يوماً بعد يوم. ويستطيع  الإنسان أن يشعر بذلك في أحاديث الناس وفيما تكتبه الصحافة  نقلاً عن مراسليها وفيما ينقله إلينا أصدقاؤنا وزملاؤنا الذين يهتمون  بشئون الحبشة)

ونحن لم يغب عن ذهننا بعد تلك الحملات التي وجهتها  الحكومة الإيطالية إلى بريطانيا وفرنسا أثناء الحرب الحبشية،  ولا تلك المزاعم الخرافية التي كانت تدعيها عن الكنوز والخيرات  التي تنتظرها في تلك البلاد، مما جعلها تنجح في تهيئة الرأي  العام في إيطاليا إلى استعمارها

فماذا وراء هذا التغير الملحوظ الذي طرأ بعد ثلاث سنوات  من فتح الحبشة؟

إن هناك تقارير لا تحصى عن المصاعب الحربية والاقتصادية  التي تلاقيها إيطاليا في بلاد النجاشي، ونحن وإن كنا لا نستطيع

أن ننكر رسوخ أقدامها في تلك البلاد، إلا أن التقارير التي ترد  عن المصادر الإيطالية نفسها تدل على أن الحرس الحربي ضروري  لإجراء أي عمل فيها، وأن الحالة في إيطالية بعيدة عن المألوف. ويظهر أن الناحية الاقتصادية في هذه المسألة أشد بكثير  مما يتصوره العقل. وقد كتب الجنرال تروزي السكرتير الثاني  للإدارة الإفريقية في إيطاليا تقريراً على جانب كبير من الصراحة  في هذا الموضوع، وقد ظهرت مقالات شتى بهذا الصدد  في الصحف الإيطالية على اختلافها.

ويلاقي الإيطاليون مصاعب لا حد لها في مجاراة الحالة الاقتصادية  المألوفة لدى السكان.

ومن الغريب أنهم لم ينجحوا بعد في إحلال الليرة الورقية محل  العملة الفضية القديمة التي كان يصدرها النجاشي باسم ماريا تريزا،  حتى اضطروا إلى إصدار قطع فضية جديدة من هذا النوع كان  لها تأثير كبير في هبوط أسعار الليرة الإيطالية.

ولقد وضعت إيطاليا يدها على الشئون التجارية في الحبشة،  كما وضعت يدها على مصادرها الطبيعية، ولكن تروزي يقول  في تقريره: إن الأحباش لا يقبلون على شراء المصنوعات القطنية  التي ترد من إيطاليا، لأن القطن الذي تصنع منه ممزوج بأنسجة  قصيرة تجعله أقل صلاحية من غيره، ولقد سقطت هذه التجارة  في الحبشة إلى درجة شديدة.

أما ما كانت تنتظره إيطاليا من الأرباح في تصدير البن، فقد  ظهر أن الأجر والتكاليف التي تدفع فيه تقضي على كل أمل  في ذلك، وهكذا الشأن في باقي المحصولات.

وقد يكون من المستطاع التغلب على مثل هذه الأحوال،  ولكن إيطاليا التي استنزفت في الحرب الأسبانية، وأنفقت  الأموال الطائلة في التسليح، قد أعوزها المال والرجال لاستثمار  تلك البلاد.

ومما يستحق الذكر أن العمال الإيطاليين الذين لم ينقص عددهم  سنة ٩٣٧ عن ١١٥ ألفاً قد نقصوا إلى ٣٨ ألفاً في مارس سنة ٩٣٨  و٢١ ألفاً في شهر يوليه من العام المنصرم.

اشترك في نشرتنا البريدية