الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 615الرجوع إلى "الثقافة"

مجنونة . .

Share

ومجنونة تذرع الأرض طولا

وعرضا وقد غربت بالسباب

توجه لعنا إلى غير شيء

كأن بها نقمة من عذاب

وتبكي بدمع طليق غزير

يهبل على النفس كل اكتئاب

وفي وجهها من شجون الحياة

حشود تبدت بغير حجاب

أراها من الثكل ضاعت مناها

فما وجدت حانيا في اقتراب

سوى قهقهات المقادر هزما

بهذا الذي دفنت في التراب

وإغضاء ركب الحياة كأن لم

يكن فيه زين الدنا والشباب

كذا الزهر يفشق حتي إذا ما

عراء الضنى ديس فوق الشعاب

فيا للحياة نفدس جنى

إذا طويت ذهبت كالسراب

سوى ذكريات بقلب محب

لها أجل مودع في الكتاب

فيا أم ويحك لا الحزن يجدي

ولا ولولانك بعد الغياب

نسيت الحياة فأولئك صدا

وغدر الحياة كغدر الكعاب

وما دام بينك والموت إلف

فصبرا على ما قضت من عقاب

تسوق وراءك ألف لسان

نضج ، وتوغل في الاصطخاب

فإما رجعت إليها ففازت

وإما تهاويت دون المآب

ويا نيل لازلت تمضي سعيدا

تغني الضفاف نشيد الحباب

وتنظم في الشاطئين رسوما

لها الدهر يعجب كل العجاب

خيالك يا نيل فوق الخيال

وحلمك يا نيل فوق السحاب

فهلا بصرت بهذا العذاب

تعانيه أم بليل المصاب

على مذبح الحب ألقت عصاها

وقالت : بني له كل مابي

فأين حنانك يا نيل يأسر

جنون الجراح ، وفقد الرغاب

وفيم نقصيك دنيا الفنون

وأهلوك قتلي الأسي والعذاب

لئن لم تلفت إليهم بقلب

شفيق ، فزل كزيال الكذاب

اشترك في نشرتنا البريدية