في ألمانيا الآن مدرستان للاستعمار، إحداهما في وتزنهوس، ولها قسم للتعليم العملي في بترفيلد، والأخرى في رندسبرج. فالأولى تعد رجالاً ذوي قدرة على الاستعمار والاستغلال، والثانية تعد الزوجات الصالحات لهؤلاء الرجال.
وعلى مسيرة ساعة من المدينة يرى هؤلاء التلاميذ مكبين على أعمالهم في معزل عن العالم، ليألفوا هذا النوع من الحياة،
التي لا تختلف عن حياة (روبنسن كروزو). وهم يقومون بتشييد المباني وتجديدها، ويستخدمون في أعمالهم أبسط الآلات.
والمدرسة تقوم على تعليمهم النظريات العالية بطرق عملية بسيطة، فإلى جانب العلوم التي يلقنونها داخل الفصول: في الزراعة والتاريخ والطب والصيدلة ونظام المكتبات، واللغات الشرقية، وإدارة المستعمرات يتدربون على الشئون العملية في الحياة تدريباً عجيباً؛ فمن الصباح الباكر يستيقظون لحلب البقر وحمل لبنها إلى حيث يصنعون الجبن والزبد.
ويقوم تلاميذ هذه المدرسة بزراعة الحبوب، ويتولون شأنها في جميع الأحوال من الحرث إلى الحصد، ويقومون بطحنها، وعجنها. وهم فوق ذلك يتعلمون الهندسة الكهربائية، وهندسة الري والبناء والطرق والجسور، وأعمال النسف والتدمير
والمستعمر الألماني يتدرب على صناعة الطوب الذي يستعمله لبناء المساكن، وعليه أن يتعلم النجارة، وإصلاح الأخشاب وإعدادها، وصناعة السفن وعمل السروج والحدادة على اختلافها. وأخيراً يجب عليه أن يتعلم فنون الحرب ويلم إلماماً تاماً بالتعاليم النازية. أما البنات فلا يختلف نظام تعليمهن عن هذا النظام من حيث الدقة والإحكام، ويتفق معه من حيث الجمع بين التعليمين النظري والعملي
فهن يتعلمن لغة الزنوج ويتدربن على رعاية المرضى والأطفال، ويتعلمن طهي الطعام على الطرق المعروفة في مختلف المستعمرات، مما يختلف والطهي المعهود في ألمانيا كل الاختلاف
ويجب عليهن أن يتعلمن رتق الملابس، ويتدربن على ركوب الخيل وقيادة السيارات وحمل السلاح
ويراعي في هؤلاء الزوجات أن يكن قادرات على تكوين الخلق المطلوب، بحيث يكون لهم نصيب واف في بناء الدولة
فإذا استعادت ألمانيا مستعمراتها، وجه إليها هذا الجيش من المستعمرين والمستعمرات فيقومون ببناء مساكنهم بأيديهم أو بمساعدة بعض الخدم، ويحرثون الأرض ويحصدون الثمار. فإذا أتوا بنسل درج على هذه الصفات. فلا تمضي سنوات حتى يكون في تلك المستعمرات شعب ألماني قوي متين
