ليت شعري مم تنبعث هذه الاهازيج التي تترنم في ارجاء المغرب العربي الكبير وهذا المرح الذي يهز كيان كل عربي في المغرب والمشرق وتلك الآمال في خلاص الحزائر المكافحة التى قويت فى نفس كل ( انسان ) عرف مأساة هذه الرقعة الحمراء من ارض الله ، هذه الجزائر من اشلاء الضحايا الابرياء تسبح في الدماء ؟
انها إرهاصات النصر ، وبشائر الظفر ، انها آثار الخطوات الموفقة التى يخطوها المكافحون الجزائريون واشقاؤهم ومعاضدوهم في كل مكان . . انها فرحة الاملين الواثقين فى المستقبل بالاعلان عن ( تأليف حكومة الجزائر الحرة ) في المهجر !
ولم لا ؟ اليس من حق الجزائريين ان يكون لهم حاكمون من انفسهم يشعرون العالم بأن فيهم رجالا ، ويقطع على الفرنسيين سبيلا من سبل التلدد الابله الذي لم يزالوا يبدونه للعالمين . . ان حجتهم الخالدة انه ليس في الجزائريين رجل رشيد يمكن ان يتحدثوا معه لايجاد حل للقضية الجزائرية
. . هم يتحدونهم ان يكون لهم من القادة ذوي المقدرة والكفاية من يستطيع ان يقابل رجالاتهم في التفاوض ويلتقي بهم في المحادثات وجها لوجه .
اذن فقد كان الاعلان عن انشاء الحكومة الجزائرية حدثا طبيعيا وضروريا في آن . . وانه لخليق بأن يخطو بالقضية الجزائرية خطوة الى الامام او يقفر بها خطوات ومن ثم فهو خليق بأن تحتفل به الدوائر السياسية وغيرها ولا يصح للدوائر الفكرية ان تغفل عنه بحال . .
من اجل هذا يكتب " الفكر " هذه التحية المتواضعة في خاتمة صفحاته ، آسفا على انها كانت فى موضعها هذا ولكن ما حيلته وقد تم الاعلان عن هذه الحكومة الناشئة الحبيبة وهو في نهاية مراحل الطبع .
ان كفارة ذلك ان يلتزم لقرائه باصدار عدد خاص ( في نوفمبر ) عن القضية الجزائرية يكون فى الآن الواحد قسطه في ذكرى الثورة الجزائرية بمناسبة دخولها العام الخامس ، وتحيته الكبرى للحدث الجزائري الجديد .. (الفكر)
