الفن الهندي فن أصيل وله أصوله القديمة . وهذا المعرض يقدم بجانب أعمال المدارس الفنية الحديثة في الهند ، اعمالا تمثل اتجاهات المدارس القديمة . وأبرز خواص الفن الهندي القديم خاصية اللون وخاصة الخطوط الدقيقة والرخارف . فالألوان دائما هي الألوان الصارخة التي يمتاز بها الشرق بوجه عام . والخطوط تمتاز بالوضوح التام مع الدقة البالغة ، وهذه الدقة تظهر في أعمال العمارة ، كما تظهر في الزخارف التي تحلى بها أغلفة الكتب وصفحاتها .
أما عن المدرسة الفنية الحديثة فيرجع تاريخها إلى خمسين سنة عندما أسسها الدكتور تاجور، ابن أخى الشاعر الهندى المشهور رايندرانات تاجور ، والذي يرجع إليه وإلى أسرته بوجه خاص الفضل في بعث القديم والفني من
ميراث الهند في ميدان الحضارة ، بعد أن كان هذا القديم قد نسى غالبا في أثناء فترة الركود التي أعقبت سقوط الامبراطورية المغولية في القرن الثامن عشر . وقد درس الفن الأوربي بجانب دراسته لخصائص التصوير والنحت في الفن الهندي . وبعض أساتذة الفن الهندى اليوم هم تلاميذ الدكتور ناجور . وقد رحل كثير منهم إلى الخارج بخاصة إلي فرنسا وانجلترا وإيطاليا . فلما عادوا أضافوا إلى الفن الهندي ثروة إلي ثروة . وقد قدم المعرض منهم ١٥٠ فنانا عرضوا ٢٦٥ لوحة . يصورون فيها حياة الناس وميراثهم القديم من الأساطير والثقافة . كما صوروا المناظر الطبيعية في البلاد . وهم في ذلك يعطون فكرة واضحة عن المدارس الفنية الهندية المعاصرة .
ومن السهل أن نلاحظ أن هذه المدارس الحديثة لم تستطع أن تتخلص من اهم خاصيتين في الفن الهندى
القديم ، هما - كما قلت اللون الصارخ والخط الدقيق ؟ فالألوان ما تزال تحمل نفس الطابع وإن كانت الأساليب الأوربية التي درسها أولئك الفنانون قد غيرت في كثير من أعمالهم من طابع الخطوط . وفي لوحة ) المراحل الثلاث الأخيرة للحياة العظيمة ( التي تصور نهاية حياة غاندي أثر ملموس لحياة الفن الهندي في كنف الأفكار الهندية . والإبداء على الطابع المعهود للخطوط . وربما كان الفنانان سيد اكبر على حسيني ، وسيد بن محمد ألمع فنانين في هذا العرض . والمتأمل يقف طويلا أمام لوحة الفنان سيد ) رأسمالى ( فيدرك مدى النجاح الذي أحرزه سواء في فهمه وتبنيه للأساليب الأجنبية ، أو في استخدامه الألوان الشرقية بطابعها المعروف .
وعلى العموم فقد كان في هذا المعرض ثقافه بجانب ما كان فيه من فن .
