أنا في هذه الحياة خيال .. هائم شارد بغير مقرا
لم أزل هائما بروحي وفكري .. في شعاب الحياة والكون أسري
بين نور يضيء عالم حسي .. وظلام محجب مكفهر
وانفساح كأنه عالم الخا .. د وضيق كأنه قيد أسر
وأمان كأنما تسع الكو .. ن ونطويه في اختلاجة صدر !
وصلاة الصوفي أغرق فيها .. وانصراف عن الصلاة وهجر
وظماء إلي الحياة وزهد .. وخصيب من الحياة وقفر
ما تراني جمعت من كل هذا .. وأنا شارد " بغير مقر " ؟
أنا كالطائر المحلق أغرا .. ه انطلاق الجناح في غير عسر
فاستطاب التحويم في كل أفق .. إن لأثر يبغيه . . أو دون أمر
إنما همه رفيف وخفق .. وانطلاق كلمعة البرق تسري
دائب لا يمل ، لم يلق بالا .. وهو يمضي لهدأة المستقر
لم تشقه الأغصان كالطير يبني .. مستقرا فيها بأحناء وكر
فإذا حن للغصون بناها .. فكرة . لا تعيش إلا بفكر
وتمني وكرا عليها جميلا .. مبدعا فيه عبقرية شعر
فيقضي الحياة فيه خيالا .. وأماني طعمها جد مغر
وإذا حن للثمار ففي الفك .. ر ثمار بغير عد وحصر !
لم يذق " واقع " الثمار فهل ب .. طبع عيشا بدونها ؟ لبت شعري
هكذا عالمي : خيال وفكر .. وأنا فيه لم أجد مستقري
فمتاعى من الحياة ضئيل .. ومن الفكر والمني ؟ لست أدري
