الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 309الرجوع إلى "الرسالة"

معلقة الأرز لنعمة قازان

Share

جثمت المادة على الروح في هذا العصر حتى كادت تزهقها،  ولم يقنع شيطان الشر بكتم أنفاس الفضيلة والخير في نفوس الناس  وإنما مد يده إلى أسمى الفنون وأرفعها يريد أن يقبض على أعناقها  وأن يلوى بها إلى الحضيض ليهشمها فيرتاح بعدها من هذه النزعة  التي تنزعها الحياة إلى الله. إذا صحت وانتبهت في غفلة منه إلى الحق  والجمال والطلاقة

ولكن هذه الفنون ما زالت هي البقية من شذى  الإنسانية المتمردة. على المادة الساخرة من حياة الأرض

هذه هي الفنون الحارة التي يشعلها الله في بعض النفوس لتنير  الظلمات أمام أعين تحب النور؛ ومن هذه الفنون الشعر، وأقدمها  ما حام حول الجمال والحق، وأبهاها ما تحرر من كل قيد أراد العقل  الأرضي أن يغلل به رقصات الروح، واسماها وأقواها ما استطاع  أن ينتشل العقل من وهدته وأن يخطفه فيطير به في معارج الصفاء  حيث لا حقد ولا ضغينة ولا غل ولا كراهية، وحيث يشيع الحب  ويملأ الفضاء بأعذب أنفاس التسبيح

ومعلقة الأرز للشاعر التقي نعمة قازان من هذا الشعر الذي  يلهمه الله ولا تتصيده العقول

وهي شعر لا يوصف ولا يحلل؛ وإنما تقرأه فإذا هيأ الله روحك  لاستساغته وجدت نفسك تنشده أو تنشد ما يمثله. . . فإن  لم تفعل فهي الألفاظ التي تتدلل عليك

اشترك في نشرتنا البريدية