للإمام أبي حامد الاسفراييني مقالة في الجدل مبينة، وللعلامة أبي نصر السبكي تعليقة عليها لطيفة. وقد رأيت أن أروي التعليقة والمقالة، وإنهما لحقيقتان بالرواية في (الرسالة):
(قال أبو حيان التوحيدي: سمعت الشيخ أبا حامد (الاسْفَرَايني) يقول لطاهر العبَّاداني: لا تعلق كثيراً لما تسمع مني في مجالس الجدل؛ فإن الكلام يجري فيها على ختل الخصم ومغالطته ودفعه ومغالبته، فلسنا نتكلم لوجه الله خلصاً، ولو أردنا ذلك لكان خطونا إلى الصمت أسرع من تطاولنا في الكلام، وإن كنا في كثير من هذا نبوء بغضب الله (تعالى) فإنا مع ذلك نطمع في سعة رحمة الله)
قال أبو نصر السبكي: (قلت: وهو طمع قريب، فإن ما يقع من المغالطات والمغالبات في مجالس النظر يحصل به من تعليم إقامة الحجة، ونشر العلم، وبعث الهمم على طلبه - ما يعظم في نظر أهل الحق، ويقل عنده قلة الخلوص، وتعود بركة فائدته وانتشارها على عدم الخلوص، فقرب من الإخلاص إن شاء الله)
