قيمة الخبرة !
كان لتوماس أديسون المخترع المعروف مساعد ذكى إسمه هتشنسون ، نبغ في فن الالات نبوغا عظيما جعله موضع ثقة كبار أصحاب المصانع ، فكانوا يستشيرونه فيما يعرض لهم من المسائل الفنية ، ويستقدمونه لإصلاح ما يستمصي عليهم إصلاحه من عطب الآلات
فاستقدمه صاحب مصنع ذات يوم لإصلاح آلة معطلة فلم يكد الخبير يفحصها حتى طلب مطرقة ، ثم جعل يتحسس الآلة بيده ومطرقته وإذنه ، ثم طرق جزءا منها طريقة خفيفة أمر بعدها بإدارة الآلة ، فدارت كأن لم يكن بها عطب ؛
وتقدم بعد ذلك إلي صاحب المصنع يطالبه بأربعمائة ريال أجرا لذلك الإصلاح : فدهش الرجل وقال :
- أربعمائة دولار أجرا عن طريقة واحدة ؟ ! إنها لا تساوي غير دولار واحد ... فأجاب هتشتسون :
- صدقت ؛ إن الطرقة نفسها لاتساوي أكثر من ذلك الدولار؛ ولكن الثلثمائة والتسعة والتسعين دولارا الباقية هي أجرة معرفة الجزء الذي ينبغي طرقه . إنها قيمة الخبرة !
قطط ذات صفة رسمية!
لا تزال مصلحة البريد الانجليزية تحتفظ في إدارتها بعدد لا بأس به من السنانبر لاتقاء شر الفيران وغيرها من الهوام ، ولهذه القطط مرتبات مقررة ونظام ثابت للعلاوات والترقيات ! فكان مرتب القط قبل الحرب سبعة بنسات في الأسبوع ، فلما زيدت مرتبات موظفى البريد جميعا في أثناء الحرب ، منحت القطط " الأميرية" علاوة لا بلاغ مرتبها إلي شلن كامل في الأسبوع ؛
وعلى ناظر مكتب البريد أن يحتفظ بملف خاص لكل
قط من مرءوسيه ، ولابد أن يستوفي بعض البيانات الخاصة بمرتب القط ، والمهمة التي يؤديها ؛ ولابد كذلك أن يبين لون القط وسنه وتاريخ التحاقه بالخدمة ، وما إلي ذلك !
ولابد أن يراعي ناظر المكتب مرءوسيه من القطط ، ويتلبت من قيامها بمهام وطائفها على الوجه الأكمل ؛ وقد كتب أحد النظار في تقرير رفعه إلي مدير البريد ما يلي : " القط الملحق بهذا المكتب كفء . ونشيط ، وقائم بأعماله على وجه مرض جدا ، ولم يخطئ إلا مرة واحدة ، إذ فر منه فأر أشهب مد مطاردة عنيفة ، ولكنه استطاع في الليلة التالية القبض عليه ، وإن نشاطه وكفاءته واجتهاده في أداء واجبه لما يستحق التنويه ويدفع بى إلي طلب زيادة المرتب المقرر له ومنحه علاوة بنسبة ٢٠ % من مرتبه الحالي في حدود التعليمات واللوائح المالية " .
حيلة بارعة !
تلقى أحد الجنود الايرلندين المحاربين فرنسا أثناء الحرب الماضية خطابا من زوجته تشكو فيه سوء حال الأرض لعدم وجود رجال أشداء تستطيع استخدامهم في حرثها وفلاحتها
فلم يكد يقرأ الخطاب ، حتى بادر بالرد في خطاب قال فيه لزوجته : " لا داعي لحرث الأرض ، دعيتها كما هي لأن أخي فيها سلاحا ".
وفتح الرقياء في مصلحة البريد الخطاب ، كما كانت العادة أيام الحرب الكبرى ، فلم يكادوا يقرأون مقال الجندي حتى خفوا إلي مزرعته ، ومضوا يحفرون أرضها حتى قلبوا عاليها سافلها ، ولم يدعوا شبرا فيها إلاحفروه لعمق بضع أقدام
وربعت الزوجة لهول مارأت ، فكتبت إلي صاحبها تنبئه بالخير ، وتبكي مصير الأرض التي أتلفها الجند ، ولم يدعوا جزءا فيها مستويا ...
وانبسطت أسارير الجندي وهو يقرأ خطاب زوجته ، ثم كتب إليها مسرعا : " حسنا ... ... إذن فازرعي البطاطس ...!"
