الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد التاسع والعشرونالرجوع إلى "الرسالة"

مقدمة الأعاصير

Share

تعليق

كانت نفسى تجمجم منذ شهرين بكلمة تريد أن تعلن بها إلى  جمهور القارئين صدور هذا الديوان منذ دفع إلى لأكتب عن كلمة  فى (مجلة الشباب المسلمين) - وقد أهداه صاحبه إليها -، لان بمقدمتهأ  آراء أدين بها، واحب أن يدين شعرائنا وكتابنا بين يدى زمانا هذا؛ ولكن التوانى فى إخراج الفكرة حين ولادتها  وحرارتها، طالما جر إلى موتها ونسيانها وخمود دواعيها، وهذا  ما حدث لى بشأن الكلام عن هذا الديوان.

بيد أن كلمة الأستاذ الكبير عبد الوهاب عزام، عن هذا  الديوان فى عدد مضى من الرسالة قد جددت فى نفسي حرارة الأفكار  التى فى مقدمته، مما تقاضاني أن أسرع إلى الكتابة عنها.

ولئن كانت كلمة الدكتور عزام كافية فى إعطاء القارئ صورة  عن وطنية صاحب (الأعاصير) وعروبيته وتساميه. . الخ فأنى  أرى جمهور قراء الرسالة بحاجة إلى أن يعلن إليهم عن الأفكار التى  فى مقدمته النثرية، فان فيها دعوات ثائرة، من العار ألا يتردد  صداها فى نوادى الأدب فى الشرق العربي وسط عصر الجهاد  والفداء والزلزلة! وليس من الانصاف للذي هتف بها على بعد  الدار ونأى الشقة، أن نمر بها كما نمر بأية فكرة أدبية، فأننا نعتد  ذلك عقوقا لهذه النفس البرة التى لم تطرف عينها خوالب الدنيا  الجديدة ولم تشغلها عن النظرة الراثية الآسية للوطن الاول...

وعجيب أن يكون القلب الخافق بهذه الوجيعة، والبوق الهاتف  بأصواتها التى سيسمعها القارئ خلال ما ننقله من السطور، نزيل  ديار فاتنة بأفانين حياتها وحريتها، مما يجر إلى نسيان الوطن الاول.  بينما نجد الكثرة الراقدة بين فكي الحوادث وتحت مناسمها من

أدبائنا الذين يأخذ أمتهم الضغط والاضطهاد مصبحة وبالليل،  نجدهم كما يقول صاحب الأعاصير: (بين متهافت على وظيفة يخسر  نفسه ليربحها. . وعابد بغيا يسفح شبابه على أقدامها .. و (علاك)  أوزان تمر به القوافل الحياة قطاراً تلو قطار، رازحة بعبر الدهر  وعظات الأجيال، وهو واقف إزاءها وقفة الغر الابله يتلهى  بتشطير أو تخميس! أو يبارى فى وصف ساعة معلقة على جدار  كأن ليس فيما يجرى خلفه وبين يديه من ساعات الهول وأهوال  الساعة ما يحرك له خاطراً أو يهيج له شاعرية .! أو ليس من  الغبن الفاضح ومن دواعي اليأس القاتل أن يموت فى الأمة شاعر  فتصبح الأمة بأسرها شعراء ترثيه وتبكيه، وتموت بأسرها فلا  تجد لها شاعرا يرثيها ؟!) أجل أيها الأخ النازح! إنه لغبن فاضح  وجهل بحقوق الأمم فى أعناق الرجال، وغفلة عن رسالة الشعر  والأدب، وعن وصاية الأدباء على أممهم، أن يهمل المتأدبون  ناحية الجهاد فى هذه الحقبة من تاريخ العرب، وأن يعكفوا على أدب  الخليين الذين يذهبون إلى إشباع الحاسة الفنية فيهم ليس غير...

وإني لأفهم أن قلم الشاعر والكاتب، ولسان الخطيب، فى عصرنا  هذا، يجب أن تشيع فى منتوجه ألوان من آلام أمته، وأن  يخلد من وقائع جهادها صورا تتيح للأجيال المقبلة أن ترى فيها  حياة الألم الذى يأكل احساس الجماعة المثقفة فى هذا العصر  لأنهم بشاعريتهم المصقولة، واحتكاكهم بالزمن، وتيقظهم لمروره  يعكسون صور من يدركون من الحوادث بوضوح واستيعاب،  فإذا حولوا هذه الحساسية المصقولة إلى حياة المتاع واللهو والخلو،  فقد تضيع معالم هذه الحقبة من تاريخنا أو تنبهم، فضلا عما يصيب  إحساسنا القومي من تبلد ونزوع إلى حياة المتعة حيث الكتابات  الداعية إليها تأخذ على عين القارئ مسالك الصحف. وفى هذا  خسران الروح المعنوية فى عصر الجهاد، وفى ذاك خسران أيضا لأننا فى جيل انتقال أحوج ما نكون إلى تسجيل الأحداث مع المشاعر  التى تصاحبها ولن يسجل المشاعر إلا شاعر.

ولن يستطيع الداعون إلى بناء الوطن العربى أن يخلقوا فى نفوس  الشباب حرمة له مالم يأتوا إليهم من طريق الجد والمرارة! فانهم  يستطيعون حينذاك يشيدوا البناء بنجوم السماء!  والآن أضع بين يدى الرسالة نص مقدمة (الأعاصير) لتنتقي  من أفكارها ما تتسع له صفحاتها ومنهاجها، ولو إن الأمر الى

لوضعتها كاملة تحت عين القارئ ليرى ذلك القلب الخافق رحمة لأمته، والصوت الصارخ لآلامها، والقلم الوفى لقضيتها.

أما بعد فأنى كتبت ما تقدم قبل أن أقرأ المقال الذى كتبه  صديقي الأستاذ الأديب علي الطنطاوى الدمشقى فى عدد مضى من  الرسالة والذى ينعى فيه على أدبائنا الذين لم يعرفوا حتى القومية فى عصر  الجهاد والذين اعتنقوا الأدب للفن لا للحياة. . وقد عجبت لهذا  التوافق فى ظهور هذه الأفكار بينه وبين صاحب الأعاصير.

ويلوح لى أن الأمر جد، وأن زمان ظهوره قد شاءته  المقادير، وأن هذه الدعوة يجب أن يلقى التبشير بها ما له الاعتبار  عند أدباء العربية، وأنه يجب أن ترسم الخطة التى ينبغى أن يتجه  إليها أدب أمة تتنزى ألما فى السياسة والاجتماع.

وإنى لأستقبل المغرب وأرسل للشاعر القروى تحيتى حارة  خالصة لا يطفئ من حرارتها عبور ما بيننا وبينه من ديار وقفار  وبحار. ثم استقبل المشرق فأحى صديقى الأستاذ الطنطاوى تحية  طيبه. ومنى نفسى أن يكون لهدين الصوتين المنبعثين من مشرق  الشمس ومغربها، صدى بالغ إلى القلوب قراء الرسالة.

المقدمة

هذه الأعاصير! وهي مختارات من شعرى الوطنى، نحيتها عن  سائر أشعارى لتعصوصف فى جو وحدها. انها خواطر جامحة،  وأفكار ثائرة، بلورت من صراعها فى صدرى مع أخواتها الوادعات،  ما أشفقت معه أن أجمع بينهن فى كتاب، يسمنة من تنابذهن  وحراشهن ما سمنى من عذاب. ولم أخصها بالنشر، على ما فيها من  شدة وعرام، قبل مختلف المواضيع التى يشتمل عليها ديوانى، إلا  لاعتقادى أننا إلى ما يبعث فينا الأثرة ويقوى العصبية، أحوج منا  إلى ما يزيدنا حبا للإنسانية، وإصلاحا للبشرية.

هذه آيات أنبيائنا وأسفار حكمائنا، تشهد بان لنا من فيض العاطفة  الاجتماعية، وحرارة الروح الإنسانية وسطوعها، ليس لسائر  الأمم بعضه، ولكن هذا الذى أردنا به السلام للعالم يعمل به أحد  سوانا فلم يهد الناس شيئاً وعاد علينا نحن وبالا شديداً فلقد وزعنا  الحب على أهل الدنيا، حتى لم يبق لنا منه فضلة لذواتنا، ولقد

بلغنا من إنكار النفس والتطوع بخدمة الغرباء مبلغا جاوز بنا رياض  فضيلة الكرم، وشرف التضحية إلى سباخ التمرغ والذل والدناءة.  إننا اسلس المطايا قياداً، والينها شكيمة، وأحناها ظهراً، وأتعسها  مركبا، بل نحن صيد شهى سائغ، ليس أقرب منه منالا ولا اسهل منه  مأخذاً، فبدلا من أن يتكلف القناصون مشقة نصب الفخاخ لنا  أو مطاردتنا ووهقنا، باتوا وجهادهم محصور فى كيف يتقون تهافتنا  عليهم، ووقوعنا على أقدامهم، كما يدفع الرجل كلبه عنه حذراً منه على  لباسه، لفرط ما يرى من تحببه إليه وتوثبه عليه.

أما والله لو كنت شاعرا فرنسيا أو إنكليزيا لحبست النفس  على التبشير بالسلام، ووقفت القلم على الدعوة إلى الرأفة والحنان.  لأن الرأفة والحنان زينة الأقوياء. أما وأنا سورى، ومن لبنان،  فإنى لا غرض لى فى الحياة أشرف من دعوة شعبى إلى بغض الشعوب،  ولا مثل عندى أعلى من استنهاض أمتي لمحاربة الأمم. وانه لبغض  أسمى من الحب! وإنها لحرب اقدس من السلم! فما دمنا عبيدا  ضعفاء فدعوتنا العالم إلى الإسلام ليست من الفضيلة فى شئ أكثر  من فضيلة العفو بغير اقتدار، حجة الذليل اللئيم! فلنصافح السيوف،  فإذا تحررنا فلنصافح الأعداء! نحن نحب أوربا، ولذلك يجب أن  نبغضها أولا! نبغضها لنحاربها، ونحاربها لنتحرر منها، ونتحرر منها  لنستطيع خدمتها بأحسن مما تخدم نفسها. نحن أصح الخلق أبدانا  وأرجحهم عقولا، وأحسهم أرواحا، فلو فكت عنا أغلال القوة

الغاشمة لسبقنا العالمين فى مضامير العمران، ولأسبغنا على العلم من  دماثة أخلاقنا ما يروض أوابده ويصرف أعنته على اكمل وجوه  الخير والصلاح. ولكننا، دون هذه الأمم الحرة أمة شلتها قيود  التقاليد الرثة والتعصبات المقيتة، كلما فتحنا عيوننا على عيوبنا  وحاولنا تحطيم أصفادنا لتسرى فينا الدماء، ونعود فنعد فى الأحياء،  احكم الظلم وثاقنا، وضاعف إرهاقنا وألقى بنا فى مطارح الخسف  والهوان، طرحك الخرق البالية فى القمامات!

فيا أبناء وطني - لكم تجدون بينكم من دعاة الاستعمار، نفرا  يدعون الحكمة ويتكلفون الوقار - يجلس واحدهم جلسة الوثن  مترصنا جامدا، كأنما ركز المصور أو المزين رأسه على شكل لا ينحرف  عنه. ثم يبسط كفيه على ركبتيه، ويزوى بين عينيه، ويقول خافضا  صوته: - مالكم ولهؤلاء الشعراء، أن هم إلا صبية أغرار،  يحرضونكم على المطالبة بالحرية، ولا سلاح لديهم غير ألسنتهم

وأقلامهم، فيجلبون عليهم النقمة ويسوقونكم إلى الهلاك...  ألا  أعرضوا عنهم! كلوا أمركم إلى ولية الامر فيكم، أنها أمكم الحنون،  وحاشا لأمكم الحنون أن تريد بكم شرا...  أنها تهي لكم خيراً  جزيلا. تدربكم على الحرية، فإذا صرتم لها أهلا وهبتها لكم لوجه الله  لا تبغي أجراً ولا شكوراً، فأسعفوها فى إصلاح نفوسكم تستقلوا،  فالاستقلال رهن بأهليتكم، ووقف على استحقاقكم. إلى ما شاكل  من عظات تخثر النفوس وتوهن العزائم، وتطفئ جذوة الحماسة فى  الصدور - أما أنا فأقول لكم: يا أبناء وطنى لا يؤهلكم للاستقلال  إلا الاستقلال نفسه. نفوسكم ضائعة. نفوسكم مغصوبة. جدوها  أولا واستردوها ثم أصلحوها! أفانتم مسؤولون عما لا تملكون؟

إن هؤلاء المضللين يلهونكم عن السعي إلى تحقيق مطلبكم  الأسمى، ببهرج من وعد، وزيف من رجاء، لتلبثوا حيث أنتم أو تمشوا  القهقري. أنهم يحاولون إقناعكم بأن العبودية وسيلة إلى الرقي، والرقي  وسيلة إلى الاستقلال. انهم يعدون الجائع بقميص، ويمنون  العارى بكأس ثليج، أرأيتم منطقا أسد من منطق المستعمرين؟  يا أبناء وطني! الاستقلال هرب من حمام، وطب من سقام، كما أن  النقه درجة بين الداء والصحة، هكذا الحرية مرحلة بين العبودية  والمجد. الاستقلال غاية بالنسبة إلى الرقي الذى انتم فيه، ووسيلة  بالنظر إلى الرقى الذى تنشدون، فمزقوا هذه العصائب وحطموا هذه  القيود ثم رودوا نجع الإصلاح، وحاضروا فى أشواط الفلاح، فلا  هدى لعميان، ولا عدو لمقعدين.

ولقد يقول الناقدون، ما شأن السياسة فى الشعر؟ إن الشعر  لأرفع من هذه الأباطيل. انه تنكب عن أغراض الدنيا وأعراض  عن سفساف الحياة، وتلمس للمثل الأعلى. ثم يقولون من ناحية  أخرى؛ - الشعر الحقيقى هو ما مثل الحياة اكمل تمثيل، والشاعر  العظيم هو صورة محيطة الناطقة. هو دليل أمته الذى يتقدمها  كعمود النور فى ليالى محنتها. رافعاً لواء الحق. هو بشيرها فى الشدة  ينعشها فى الرجاء. ونذيرها فى الرخاء يقيها مزالق البطر. فنقول لحضرات  الناقدين: - أنا إذا وإياكم لجد متفقين، ولا خلاف بيننا إلا أن  ما نسميه نحن وطنية أخطأتم أنتم فدعوتموه سياسة. إننا فى هذا  الشعر لم نخض معارك انتخاب، ولا تدخلنا فى أحزاب، ولكننا  جهرنا بالحرية ونادينا بالاستقلال، وطالبنا بالحق ونشدنا العدل  والحرية والحق والعدل ليست من أباطيل الحياة كما تزعمون، ولكنها

من أشرف مبادئها وأنبل غاياتها ولقد عبرنا فى شكاوينا المحرقة  عن أعمق جراحات أمتنا المطعونة فى صميم عزتها وإبائها،  وأعربنا فى صيحاتنا عن أسمى ما تغامر بلادنا فى سبيل استرداده  من شرف مروم، كما فوق النجوم، فبات سحيقاً تحت أقدام الغزاة  وسنابك خيل الغاصبين.

أما ذلك الشعر الذى تضحك فيه الحياة، وترن قوافيه بألحان  الحب والغزل، وتعبق أنفاسه بنفحات الشباب، فله ساعات تخلص  فيها النفس من أعبائها وتتناسى إلى حين ما هى فيه من شقاء، وقد  اتفق لنا منه قدر معلوم سننشره فى كتاب وحده، ولكنه على  كل حال ليس بالشعر الذى يتسم به أدب أمة مقهورة كأمتنا  الراهنة، انه لدولة مرفوعة لواء المجد ممدودة رواق العز كدولة  أجدادكم فى الشام وبغداد والأندلس لا كدولة الانيار التى تحتها  ترزحون، والاصفاد التى حديدها ترسفون.

ان صراخ سوريا وعويلها يكاد يقض مضاجع النائمين فى  المريخ ودخان غيظها يوشك أن يبطن القبة الزرقاء بقبة سوداء،  أفتريدون منا أن نخرج المعجزات فنسمعكم همس الأزهار وسط هذا  الضجيج، ونصورلكم ألوان الشفق وراء هذا القتام إن لم نكن غرباء  الشعور عن هذه الأمة وإن لم تكن بعيون غيرها نبصر، وبآذان  غيرها نسمع، ومثل غيرها ننشد؟ الاعلى رسلكم أيها الناقدون! فأما أن  تأتونا بغير هذا الإفلاس الوطنى آية وإلا فحسبكم تضليلا.

وهبوكم لا تؤمنون بغير الأرض وطنا، وغير الإنسانية عشيرة،  أفتعتقدون أن الأرض قد صارت جنة والناس فيها ملائكة ينعمون؟  وإذا كنتم ولا شك تشعرون بفقرها إلى الإصلاح فلماذا لا تباشرونه  من أقرب أقطارها إليكم؟ إن الذى يغضب لحق هضم فى الصين  أولى به أن يناضل لدفع حيف نزل ببلاده، والذي ينفر إلى نصرة  مظلوم فى آخر الدنيا لحري أن يذود عن ضعيف يصرعه البغي  بين شماله ويمينه! إن الحرية هى الحياة بمعناها الشريف وهى أول  حقوق الإنسان، فهل من شروط حبكم للإنسانية أن تنكروا الحياة  على أقرب أبناء الإنسانية إليكم؟ ألا فاشتروا لوجوهكم براقع أيها  المراؤون أو فاستروها بأكفكم خجلا! إن الذى لا يستطيع أن يحب  نفسه وأهله فلن يحب من الناس احداً

يا أبناء وطنى! ويقول لكم صنائع المستعمرين نحن مثلكم  نحب الحرية ولكن أين عدتكم للحرب والصدام؟ أين مدافعكم

وأساطيلكم وطياراتكم وغازاتكم الخانقة؟ فأقول للرعاديد لا تحتجوا  بحاجتكم الى السلاح فأنتم الى الآباء وعزة النفس أحوج! اشعروا  أولا بهوانكم واغضبوا لكرامتكم فإذا فعلتم فأنا الكفيل بأنكم  تجدون غير هذه الجبانة جوابا لمن يسألكم أين عدتكم للحرب  والصدام! فوالله إنكم بطول نومكم على هذا الضيم واستكانتكم لهذا  الذل قد برهنتم على إن اصبر الناس على الكريهة! فلماذا تتقون  الحرب؟ أو تخافون موتاً شراً من الموت الذى انتم فيه؟!

أفأنتم أكلف بالسلام من مسيح السلام؟ أأنتم أودع من حمل  الجلجلة؟ أما غضب فانهال بالسموط على الصيارفة وباعة الحمام  يطردهم من الهيكل غيرة على بيت أبيه؟ فبربكم أيها الشياطين الأتقياء  كونوا آلهة أشراراً ولو مرة واحدة وذودوا عن بيوت آبائكم  وأجدادكم! وإذا كان يشق على أيديكم الحريرية الناعمة أن تجلد  بالسياط أو تضرب بالسيوف فحاربوا بسعف النخل وأغصان  الزيتون! حاربوا بالسهام! حابوا بالغندية! ان الشريف لا  يعدم سلاحا ينافح به عن الحق، أما الجبان فيموت الحق شهيداً بين  سمعه وبصره وهو فى غاب من بنادق وحراب. ألا ليت الجبان  كان لعينا يزجر الطير ويفزع الثعالب فان هذا اللعين يخاف كل  شئ ولا يخيف أحداً !!......  الشاعر القروى

اشترك في نشرتنا البريدية