الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 403الرجوع إلى "الرسالة"

من أدب آل عبد الرازق،

Share

منذ أيام توفى خادم من خدم بيت آل عبد الرازق، فخرج أهل الفقيد  ومعارفه يشيعونه، وخرج فيهم، وسار في مقدمتهم، صاحب المعالي مصطفى  عبد الرازق باشا يشيع الفقيد إلى مقره الأخير.

رأى الشاعر ذلك المنظر ففاض إعجابه بهذا المظهر النبيل بهذه الأبيات:

يا مصطفى، إن المكارم لم تزل ... فيكم، ومنكم تستمد جمالها

نشأت ببيتكم، فكانت منكمو ... نسبا، وكنتم في الحقيقة آلها

إن المعالي عند قوم رتبةٌ ... وأراك تشرح للورى أعمالها

أنشر مناهجها على طلابها ... واضرب لنا يا مصطفى أمثالها

علم، فإنك كنت خير معلم ... إن المكارم أصبحت يرثى لها!

تمشى تشيع خادماً مستعبراً ... مستشعرا عند المنون جلالها

وتسير حولك زمرة من جنسه ... ألفوا المذلة واكتسوا أسمالها

أنا ما عجبت فإنني أدرى بكم ... لكن رأيت الناس قالوا: يا لها!

إن قلت: ما أديت إلا واجباً ... قلنا: فمن في مثل فضلك قالها!

عش للمروءة راعيا من بعدما ... يَتِمَتْ وأفنى ذا الزمان رجالها

ولم يسعه إلا أن يرسل إلى معاليه هذه الأبيات، فتلقى  من معاليه الرد البليغ الآتي:

حضرة الفاضل الأديب الأستاذ محمد جاد الرب السلام عليك ورحمة الله وبركاته - أما بعد، فقد تلقيت  

كتابك البليغ في شعره ونثره، والبليغ في إعرابه عن عواطف  نفس فاضلة تسارع إلى التشجيع على مكارم الأخلاق، وتلمح  أدنى مظاهر الوفاء فتجعل منها فضلاً كبيراً

ولقد وقع في نفسي أبلغ وقع ما وجهه إلي الأستاذ من  كلمات عطف وود، وأسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنه،  وأن ينفعني ببركة دعائه، ولا يفتنني بعظيم ثنائه. وحيا الله  الأستاذ وبياه

اشترك في نشرتنا البريدية