الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 4الرجوع إلى "الثقافة"

من احاديث العلوم, دوار البحر :

Share

أقمار جديدة :

المريخ كوكب كالأرض يدور حول الشمس . وهو أكبر من الأرض ٣٠٠ مرة . ويستغرق ١٢ سنة ليدور حول الشمس دورة تدورها الأرض في سنة ، وهو بعيد عن الشمس بعدا كبيرا ، ولهذا يناله من حرارتها الشئ القليل . ويتركب بطن المريخ من كرة من الصخر يعلوها افيانوس من الماء يبلغ عمقه آلافا من القامات ، ولكنه متجمد من شدة البرودة . وعلى سطحه زوابع هائلة صارخة تشج وجهه فتصبغه باللون الأحمر والأرجواني والبنى ويحجب هذه الزوابع عن عين الفلكي جو للمريخ كثيف الضباب ثقيله .

وللأرض قمر واحد ، ولكن لهذا المريخ الهائل أقمارا عدة ، اكتشف الأربعة الأولى منها جليليو Galileo عام ١٦١٠ بمنظار من خشب طوله قدمان . وهذه الأقمار الأربعة تدور حول المريخ في سرعة كبيرة ، وهي تعطيه وجهها دائما . وأوضاعها فيما بينها تختلف اختلاف يقنا كل ليلة ، وهي قد تختفي وراءه او تدخل في ظله فلا تبيين . وللمريخ عدا هذه الأربعة الاقمار خمسة اخري أقل نورا أولها اكتشف في مرصد لك Lich بجامعة كلفورنيا بالولايات المتحدة عام ١٨٩٢ ، وثانيها وثالثها اكتشفا في نفس المرصد عام ١٩٠٤-١٩٠٥ . ورابعها اكتشف في مرصد جرينتش Greenwich في عام ١٩٠٨ . وفي عام ١٩١٤ كان طالب متخرج من الجامعة حديثا - واسمه نكلسن Nicholoson ينظر إلي الأقمار في مرصد لك فلمح قمرا للمريخ جديدا كان هو القمر التاسع .

واليوم يعلن معهد كرنيجي أن الدكتور نكلسن - وقد ظل في كلفورنيا يرقب النجوم من عام ١٩١٤ قد اكتشف للمريخ قمرين جديدين هما القمر العاشر والحادي عشر . فما الذي اقعده عن كشفهما اربعة وعشرين عاما انصرمت منذ كشفه القمر التاسع ؟ او ما الذي جد حتى استطاع اليوم ما عجز عنه بالأمس ؟ جد أن أجهزة الفلك ضم إليها جهاز جديد هائل : تلسكوب أو منظار مقرب ، قطر مراته مائة بوصة أو نحو في ٢ ١/٢ من الامتار ، وقد اقيم على جبل ولسن بأمريكا Mf. Wilson وسمي التلسكوب والمرصد الذي يضمه باسم الجبل .

ثم تأتينا الأخبار بأن تلسكوبا جديدا في سبيل البناء ، قطر مرآته مائتا بوصة أو نحو من خمسة أمتار ، وهو يعني في أمريكا أيضا بلد كل كبير . وهذا المنظار سيكون في وسعه أن يلم من شعاعات الكواكب أو النجوم ويعكس منها إلي عين الناظر أربعة أمثال ما يعكس منظار المائة بوصة . ويرجو الفلكيون ان تنكشف بوساطته بليونان من نجوم هي الآن في عالم الخفاء ؛

دجاج لا يعرف ما تراب الأرض :

الأصل في الدجاج انك تتصوره طليقا يجري علي الأرض ينبش ترابها بأظافره فيلتقط منه الحب ، ولكن يظهر البن هذا النوع من الدجاج الذي تعهده اصبح لا يوافق المدنية الحاضرة ، لأن مساكن المدن ليس فيها المساحات التي تتسع لجري الأطفال ، دع جرى الدجاج . وهي لا تحتمل قذارنه وهي قذارة يحطها الدجاج على الأرض حيث سار ، فلا حصر لمكانها ، وليس لها من الوجهة الصحية ضابط . إذن لا بد من دجاج لا يجري ، بل يقضي حياته جالسا أو واقفا ، ومع هذا يأكل ويسمن ويبيض !

فهذا هو الدجاج الحديد الذي استنبطته الولايات المتحدة فجعلت منه صناعة جديدة كاملة ، تجري كل ادوارها بين جدران ناطحات السحاب في مدن الولايات الكبيرة مثل نيويورك وشيكاجو

وقد استغرق استنباطه سنوات عديدة . ومشروع هذه الصناعة الجديدة ناجح من الوجهة الاقتصادية ، وقد بلغ من نجاحه أنك تجد الآن بعضا من كبار فنادق تلك المدن تفرخ دجاجها وتربيه في ادوارها العليا ، وهو ينزل من تلك الأدوار إلي مطابخها مباشرة فلا يري الشارع . وكذلك البيض ، إلا ما استبقى منه للتفريغ

والدجاج على هذا النظام لا يحتاج إلي عناية كبيرة ، فالرجل الواحد يستطيع ان يعني ب ١٥٠٠٠ دجاجة فالدجاجة الواحدة تسكن قفصا هو لها وحدها ، فإذا باضت

سقطت البيضة منه من ذات نفسها فخرجت فمرت بجهاز يرقم عليها من ذات نفسه ايضا رقم القفص الذي بيضت فيه ، وبهذا يعرف العامل كم تبيض الدجاجة . فإذا نقص بيضها عما يرجي منها ذبحت لفوائد

وقد يخال المرء ان الدجاج على هذا النظام الذي هو اشبه بنظام الجيش ، في هذا السجن وتحت هذه الظروف التي تتعارض مع الطبيعة معارضة كبيرة ، لا يمكن أن يصح ويطيب . ولكن الواقع يثبت غير ذلك ، فالدجاج تظهر عليه مظاهر الصحة والاطمئنان . بل هو في الحق صحيح سليم ، فنسبة الوفيات فيه دون نسبتها في الدجاج الذي يربي حينما اتفق على الطريقة المتوارثة ذلك لأن العناية الصحية به وهو حبيس أسهل منها وهو حر طليق

وكان من فوائد هذه الحبسة ان أحد البحاث استطاع ان يجري عليها تجارب كالتي يجريها العلماء في المعامل علي الجمادات ، ومن تجاربه الغربية تجربة تأثير الموسيقى فيها ، وقد وجد ان الموسيقى تزيد في بيضها ٢٠% ومن أجل هذا أخذ يذيع عليها الالحان العذبة من مذياع يعمل من الصباح الباكر إلي ما بعد غروب الشمس

كل من ركب البحر لأول مرة لا يمكن ان ينسي ماذا فعل البحر بمعدته وبصفراء كبده تركبه مرتاحا مطمئنا ترجو فيه الهواء الطبيب والغذاء الشهي والوقت السعيد ، فلا تمضي ساعات حتي تجدك في مخدعك منبطحا في جو فاسد قليل هواؤه ، وحتي تجد رائحة الطعام ، بل ذكره ، يغري جوفك بمعلودة التفريغ . سألت صديقا : هل تمنيت الموت أبدا ؟ قال : نعم لما امضيت في البحر ساعات افرغ ثم افرغ ثم خلت ان هذا قد يدوم أربعة أيام .

والسفينة إذا اضطرب البحر لها حركتان مألوفتان ، حركة رأسية ، وحركة جانبية . ففي الحركة الرأسية تغوص السفينة براسها في الماء رافعة ذيلها ثم تعود فترفع الرأس وتغوص بالذيل . وفي الحركة الجانبية تميل السفينة على جانبها الأيمن ثم على جانبها الأيسر ، وهكذا دواليك

وشر الحركتين وأفعلهما في النفس غنيانا تلك الحركة الجانبية الخبيثة

وقد حاول العلماء ان يعالجوا دوار البحر فسلكوا له طريقين : احدهما علاج الإنسان والآخر علاج السفينة . أما الانسان فقد اكتشفوا له في السنوات الأخيرة

عدة من مواد كيميائية صنعوها حبوبا يبلعها المسافر عند احساسه بالخطر . واشترطوا ان يكون البلع قبل الإحساس بنصف ساعة او نحوها ، ومن اين للرجل المسكين ، أو للمرأة وهي اكثر مسكنة ، أن تضرب في الغيب فتعلم بالضبط متي تقع الواقعة ، وهي واقعة علم الله تأتي الناس بغتة وعلى غير استحياء ، في اسوا الظروف واوجبها للهدوء والإستقرار ؟ على أن الذين استطاعوا التخمين الصائب قال بعضهم إنها تنفع ، وقال اخرون إنه لا نفع فيها إلا بمقدار ما تخدع بها الأنفس فتأمن وتستقر . والويل لمن بالغ في أمنه واستقراره .

أما السفينة فآخر ما حاولوه في أمرها صفائح من الفولاذ السميك دوارة ركبوها في قاع السفينة تحت

الماء . وتدور هذه الصفائح على محاور دوران المراوح مخترقة بطن السفينة في اتجاه متعامد عليها ، وتتصل هذه المحاور في بطن السفينة بجهاز اتوماتيكي يضبط أتزانهما من ذات نفسه ، فيحرك المراوح ليعاكس بها حركة السفينة النابية في البحر المضطرب . وقد جربوا هذه المراوح في سفينة تجري

فى بحر هادي فاضطربت أشد اضطراب كأنها في بحرها هائج . ويسأل سائل : عالجنا الانسان والسفينة ، فهل من

علاج للبحر والجواب نعم : الزيت يصب عليه فيهديء من اعصابه ويلطف من امواجة ، فهو يمتد على الماء كالبساط الصقيل فينزل الماء من بحثه انزلاقا لا مقاومة فيه . ولكن أين الزيت الذي تغطي به البحار

عين تعان :

قرنية العين هو الغشاء الشفاف الظاهر البراق الذي يعلوها ومنه تنفذ أشعة الضوء إلي إنسانها

وهذا الغشاء يفسد ويتعطل وتتعطل به وظيفة النظر إن قليلا وإن كثيرا . وقد استطاع الطب في السنوات القليلة الأخيرة ان يستعير القرنيات من الأموات فيهيها للأحياء ، فيعود البصر الذاهب أو يقوي الضعيف . وقد نجحت هذه العمليات نجاحا كبيرا ومن اخر ما يروي في صددها ان قسيسا سمع بها فتعلق بها امله ، فكتب إلي اثني عشر رجلا من المساجين قد حكم عليهم بالإعدام ، يستعيرهم عيونهم من بعد موتهم فلم يفز منهم بطائل

وجرت الأيام فإذا بالقسيس يدعي إلي سرير صديقة كانت في النزع الأخير . وكانت في الثمانين من عمرها . واجري القس المراسم المألوفة فطيب نفسها واطمانت . ورفعت بصرها إلي السماء ثم قالت : " إني أري الله علي عرشه . إني أري الجنة . ألا ما أطيب ؛ ألا ما أجمل " ثم أغمضت عينها .

عندئذ هبت بنتاها في تأثر شديد ، ووهبتا للقس عينيها . قالتا : لا يرجو ان يكون لك منهما ذكري حية من ذكراها وقد حقق الطب رجاءهما من بعد ذلك .

اشترك في نشرتنا البريدية