الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 454الرجوع إلى "الثقافة"

من الشعر القصصى, جنون الحب

Share

نهلت من رضابها خمرة الكا

س وفاحت في وجنتيها الورود

الصبا الغض والجمال سلاحا

ن أذلا لحكمها من تريد

وإذا الحسن شاء امرا فلا تعجب

إذا أذعن الملوك العنيد

غادة تعلق العيون بها وجسدا

وما تدري كيف عنها تحيد

بعجز التستر أن يصورها للنا

س وصفا فما يقول القصيد

خفة تأسر الجريء من الأسد

فكيف الهيابة الرعديد

خطرت في الضحي كأحسن ما يخطر

ملاك عليه تاج فريد

كربيع يضفي الحياة علي الكو

ن فيا من رأي الحياة تعود !

فرآها من الملوك عظيم

تخفق الراي فوقه والبنود

نظم الشاسع الرهيب من الا

فاق في ملكه فما يستزيد

منظر رائع وصيت مدو

وجلال فذ وملك وطيد

أبصر الحسن ساطعا يتجلي

فتولى وعقله مفقود

ودنا بأمل الزواج وللشر

في ضرام له الفؤاد وقود

فرمته بخنجر حين قالت :

سر لغيري فذاك منك بعيد

ترك الملك ثم هام مع الوحش

حزينا تقاذفته البيد

صادمته الحياة في المهمه الخا

وي فذاق الحمام وهو طريد

أسد خر في هواء صريعا    هكذا هكذا تموت الأسود

ومشي الليل في الفضاء كما يز

حف فوق التلال موج شديد

فغضت ثوبها الجميل وخفت

إسرير يطيب فيه الهجود

فإذا مزهر يغرد عن قر

ب وفي الليل يعذب التغريد

نغم يأسر القلوب فمن هذا   الذي قد شدا تكفيه عود

ما أرق الفناء يحمل معني    رائعا صاغه محب عميد

تركت قصرها الأنيق وطارت

نحوه في تلهف تستعيد

فرأت خيمة بها شبح كاد

من الضعف والهزال بعيد

يرجف الناي في يديه كما نهـ

تز في الريح بأنه أماود

سمعته فهز بين حنايا  ها حنينا هو الغرام الجديد

صبوة عامرية أضرمتها   في جحيم يذوب فيه الحديد

طرحت نفسها عليه وجاشت

بدموع هي الجان النضيد

ثم قالت له : تملكت قلبي

عن يقين فافعل به ما تريد

أترك الكوخ للقطيع فعندي

لك طوع اليدين قصر مشيد

سوف تغدو إذا قبلت ملاكا

فهنيئا واتاك حظ سعيد

عندك الجدب والجفاف وعندي

أمل مورق وعيش رغيد

فأجاب الفتي بكل هدوء

ليس لي فيك مأرب مقصود

إن بين الخيام لي ابنة عم

ليس عن حبها الطهور محيد

إن قلبي لها يبذوب من الوجد

وقلبي لغيرها جلمود

سمعت رده فهامت على الأر

ض كما هام هائج عربيد

تتبع الوحش في الفلاة والحب

جنون يشب منه الوليد

فرأت جثة المليك عظاما

باليات يسيل منها الصديد

في مهب الرمال تشدو عليها

مات في حبها شهيدا فخرت

ساقيات لهما الحنيف تشيد

مات في حبها شهيدا فخرت

فوقه فاحتواها اخدود

كان افق الحياة سدا منيعا

فتولت لدي الممات السدود

عجبا ترفض المليك ويلوي

بحجاها الأرب راع شريد

هكذا الحب لا الحصيف لديه

بحصيف ولا الرشيد رشيد

اشترك في نشرتنا البريدية