سيدي الأستاذ أحمد أمين بك المحترم :
سلاما واحتراما :
وبعد : فإن الأدب العربي والأمة العربية لمدينان لمصر بما أخذته من نشر الكتب الأدبية نشرا عاميا يساعد الباحث على استقاء المصادر الأدبية والتاريخية من منبعها استقاء صحيحا يعينه على تكوين فكرة عربية للأدب العربي وللأمة العربية .
وإن المؤرخ الذي يعتمد على الكتب الأدبية كما يعتمد على كتب التاريخ سوف يسجل لكم هذه السنة وبعدها ساهمة منكر لعن التاريخ العربي بعثا صحيحا قويما يؤدي واجبه الطلوب منه .
وحيث إن كتاب العقد الفريد عراقى وإن كان مؤلفه مغربيا ، كما يقول الصاحب بن عباد فنود أن تكون البضاعة العراقية ترد إلى أهلها كاملة غير منقوصة أو مشوهة . وبما أنكم أخذتم على عاتقكم تقديم هذه البضاعة إلى الأدب العربي عامة ، وإلى الأدب والتاريخ العراق بصورة خاصة ، فقد تنبعث طبعتكم هذه التى طال شوقي إلى قراءتها ، ورايت في الجزء الخامس بعض هفوات تاريخية أود لو تكرمون بإصلاحها فتكونون كما نأمل من وصول بضاعتنا إلينا .
أولا : في ص ١٨ حول ابن نهية الذى ذكره الحجاج ؛ فإن الحجاج لم يقصد رجلا كان على الشرطة كما يتبادر إلى الذهن من مفهوم العبارة هنا وفي الكامل المبرد ، وإنما المقصود مصعب بن الزبير .
فقد ذكر ابن أبي الحديد ) ج ٤ ص ٤٩٢ ( ما يأتي نقلا عن ابن ماكولا في كتاب الإكمال حول خطبته هذه أن الحجاج يعني مصعب بن الزبير وعبد الله أخاه ؟ وهي نهاية بنت سعيد بن سهم بن حسبيس ، وهي أم ولد اسدين عبد العزى ابن قصى ، ثم يقول : وهذا من المواضع الغامضة .
ثانيا : حول يوم الكلاب الثاني في ص ٢٢٥ منه . ذكرتم أن ذا العينين من أهل مدينة هجر ، وان الدين أنواعهم عليهم من الحارثيين ؛ وإني وإن لم افتش عن هذا الموضوع في كتاب آخر أثناء كتابة المكتوب ، إلا أنه يتبادر إلى ذهني أن المقصود من هجر هذه غير هجر البحرين ، وأنها هجر نجران ، فرجائي إليكم أن تنقبوا عنها وتشيروا إلى ذلك .
ثالثا أود لو تشيرون إلى موقع عين أباغ المذكورة في ص ٢٦٠ كما بين ذلك الأستاذ موسيل في كتبه ، لأن في ذلك تشجيما للتأدب العربي لمعرفة تاريخه الأدبي . كما أن ذا قار نفع في لواء الناصرية من جهة البادية في العراق . وتسمي الآن " أبو غار " .
رابعا : إنى أرى ما ذكر في ص ٢٦٨ من أن شعر لقيط الإبادي كان لبني شبان لم يكن صوابا ، وإني ارى الفترة هذه مقحمة لا يرتبط بوقية ذي قار . لان القصيدة ذاتها تشير إلى أنها كانت موجهة إلى قومه إباد ، وقد نشرت القصيدة بكاملها في كتاب عرب المستقبل الذي أهديته إليكم
بغداد
