لعلك تدهش حينما تقرأ هذه القصيدة وتظن أنها من نسخ الخيال - كلا يا سيدي أقسم لك أنها حقائق تعزية رأيتها بعينى فأنكرها عقلى . ولكنى أدركت أخيرا أن من الأبناء من يصفقون لموت الآباء، ويتمنون شماتة الأعداء . وهكذا كان صاحبى ، لم تنته رهبة الموت وقد سينه عن سفاهة الابن الجحود . أنسرها يا سيدى عله بقرؤها فيتقدم ساكبا بعض الدموع . ]من خطاب الشاعر المحرر[
يا سادرا تهوى فتونك والصحب، حولك، يرمقونك
الليل لوح بالحدا د وأنت لم تفتح عيونك
صرخت بساحتك للتو ن . فلم تدع - أسفا - مجونك
أودت بوالدك الذى كم كان يأنف أن يهينك
تبكى الديار فقيدها والبشر لم يترك جبينك
لم تنزعج لما دها ك الحطب، أو تظهر شجونك
تهذى . . وتسخر من أنا س قد اتوا يستخبرونك
ترنو إلى النعش الرهـ ب بفرحة ملأت جفونك
تلهو وتطرب فى الدجى والسكأس لم تبرح يمينك
وجمعت سمسار " الحشيـ ش " إلى الصباح يخدرونك
وظللت حول النار تضـ حك، لا تعى من يحقرونك
فكأنما هذي الفجيـ مة مغنم يجلو سنينك
وكأن سوت النائحا ت بلابل سرت غصونك
وكأن . . ما قد كان حد م، طاف لم يقلق سكونك
أواء من هذا الجحو د - طغى فما أبقى حنينك
أنكرت من قطع الليا لى ساهرا . . يرعى شئونك
يشقى لتنعم فى الحيا ة . وتجتنى منها فنونك
ويئن فى صمت إذا أبديت ، من وجع ، أنينك
وإذا تجهمت السنيـ ن، تراه ، فى البؤسى معينك
جازيته هذا العفو فى، فبات قومك يلعنونك
(القاهرة)
