من الذين يزورون القاهرة في هذا الشتاء الأستاذ عمر بهاء الأميري، وهو من شعراء حلب المجيدين، ومحاميها النابهين. وقد اعتاد أن يجالس الأستاذ كامل كيلاني رجلا استثقله في فندق (الكونتنتال) فمر به ذات ليلة فوجد في مجلسه ثقيلا فجرى لسانه بهذه الأبيات يقابل فيها بين ظرف صديقه وسماجة جليسه:
شتان بين مهفهف غض الحواشي، كالفراشة
يصغي إليك، ووجهه زانته أضواء البشاشة
وغليظ أوداج، إذا لاطفته، أبدى انكماشه
فظ السكوت، وإن يناقش قلت: ما أذرى نقاشه
هذا يضيع به الحشيـ ش (1)، وذاك يفدى بالحشاشة
