الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 8الرجوع إلى "الفكر"

من ديوان " ضحايا ", عبيد الارض

Share

" نامى حياع الشعب ، نامى    حرستك آلة الطعام "

" نامي .. فان لم تشبعي     من يقظة ، فمن المنام "

عذبوا أرواحنا . . فالعدل أن لا ترحمونا

واملاوا أكوابنا ويلا وهما وشجونا

ما خلقنا كى نرى الافراح بل ذلا وهونا

            وعذابا لن يلينا

أثخنوا أرواحنا        واملاوا اقداحنا

عذبوا أشباحنا        إننا قوم عبيد

وقعوا السوط على أجسامنا أو تهلكونا

إنه لحن شجي . فاق في الوقع اللحونا

هل سكرتم من صداه العذب يهديكم فنونا؟

            ان تكونوا ناعمينا

فاتركوا السوط يغني    باعثا آيات فن

ودعونا للتمنى    إننا قوم عبيد

خلق السوط لنا . . والسوط حظ (التافهينا)

أرهقوا أنفسنا . . فالهم ان لا ترهقونا

أطعمونا السم شهدا . . عهدنا ان تطعمونا

           كم صبرنا ، كم بلينا

بتباريح العذاب     وشبوح الاكتئاب

غرورنا بالسراب     إننا قوم عبيد

نحن في الارض دواب لا نرى الراحة حينا

نخدم الأرض . . ونجنى الويل زهرا وغصونا

هكذا الاقدار شاءت . . حكمت بالعدل فينا

           هكذا شاءت وشينا

قد غرقنا في البلايا     وارتوينا بالرزايا

نحن في الدنيا رعايا     إننا قوم عبيد

نكدح العمر ، ولا نجنى سوى ما تملكونا

ما لنا الا صخور الخبز يطحن البطونا

او قليل من مياه الطين او طمر مهينا

          بالبلايا قد رضينا

همنا ان تنعبوا     عيدنا ان تبسموا

عذبوا لا ترحموا    إننا قوم عبيد

نسهر الليل ، وطيف النوم قد جافى العيونا

نسأل الله بأن يبقيكم سدا متينا :

تطعمون الجائع المسكين : سقما وأنينا

         هكذا نقضى السنينا

في جهاد وكفاح       نشرب الارهاق راح

ونغنى للصباح         إننا قوم عبيد

مالنا في الكون نعمى . . وسنبقى بائسينا

هكذا أجدادنا كانوا عبيدا خاضعينا

وستسقى بعدنا أبناؤنا الكأس المهينا

            ثم هم لا يشتكونا

للرزايا قد وجدنا     فوق عرش الذل سدنا

لاولي البأس سجدنا      إننا قوم عبيد

(القاهرة)

اشترك في نشرتنا البريدية