في ظلال الكون في هدأة الفجر وفطر الندي بشط الغدير
جن وجدا فذاب من لهفة الشو ق دموعا على ثغور الزهور
لم يزل دمعه يفيض مع اللح ن رتيب الصدي وبحب المسير
باكيا فرحة رعاها مع الظل مة في طل صمته المسحور
أو شك الفجر أن يسوق لها النور فتطوي في ثورة من نور
باعثا للشعور بعد ممات موقظا في الضمير سر الضمير
في ظلال السكون في جنة الرد ف وقد أقبل السنا كالمغير :
هاجني والكون ينطق في الغا ب صداء ويستثير شعوري
صادح زاهد يرتل في الفج ر نشيدا يذيب قلب الصخور
يأسر الروح لحنه فيهم ال قلب فى فيضه كطفل غرير
وضحت نفسه فكانت صفاء لم يدنس أديمها بالشرور
بين كفيه نابه وحوال ، يه قطيع ثغاؤه كالهدير
زاهد ينشر الهدوء على الكو ن ويلقي به صفاء الشعور
درجت روحه مع الزهر في السه ل فكانت لزهره كالعبير
يحفظ الود والأمانة والعه ، د ويبقي مخلدا للزهور
جعل السهل مسرحا يتهادي فيه لحن الهدى بأفق منير
مرسل لحنه يشق الدياجي باعث روحه وراء الدهور
يرمق السهل والقطيع بقلب حالم طاهر وطرف قرير
تلمع العزمة العتية قد أل قت على وجهه مضاء النسور
ليس يدري متاعب العيش إلا ما أصاب القطيع من محذور
ألهمته السماء أن النهايا ت تساوت في العالم المستور
فرأي اليقظة العتيدة كالبأ س سواء في كفة المقدور
فمضي كالتي يلهمه الوح سبيل النجاة في الديجور
ياله شاعرا قصائده الغر ) 5 ( ى تسامت مجنحات البحور
خلصت من قيود كل قديم أو جديد مشوه التزوير
سال فيها فؤاده فتهادت خالدات من نابه المحمور
نغمات كأنهن الأماني لفؤاد معذب مفطور
رب معني كأنه الروح أضحي زمنا مبهما وراء الشعور
أعجزته طلاقة الفكر لما جن من سجنه وراء الصدور
ثم جاشت به الظنون كسيل عاصف دافق عتى هصور
فجري دافقا علي الناس لحنا عبقرى الأداء والتعبير
نغمات تكاد تنطق بالإيم ان في كل رنة أو صفير
صورتها الأنعام يا روعة ألنا ي ! فكانت صريحة التصوير
يتغني بها إذا جنه اللي ل وحيدا مشرد التفكير
في محارب وحدة وشجون واطلاقات فرحة وحبور
يبعث الشدو للطبيعة حبا لم يزل خالدا بقلب نضير
يتملى بها جمال الزهور ويحيى بها غناء الطيور
كلما طالعته ومضة حسن أو سرت عينه بواد شجير
علمته حقائق الكون يبعث الهدي في الفؤاد الضرير
عبد الله في الطبيعة ترو به وتروي قطيعه بالنمير
ورأي سره تألق في السه ل مخضوضرا وبين البذور
كل ما حوله تصاوير إيما ن مكين مغلغل في الضمير
السعادات لم تنزل تتوالي فوق جنبيه دفعة من سرور
والنهايات لم تزل تتلاشي عند عينيه كالهباء النثير .
كل شئ لديه أطياف وهم كل شئ لديه اصداء زور
هو فوق القيود لا يعرف اليأ س وفي عزمه انطلاق الصقور
بصحب الليل آمنا ويغني بين صحو الضحى وصفو البكور
فيلسوف الضمير لا يرهب اللي ل إذا جنه رهيب الستور
لا يهاب الظلام فالليل سر لم يزل يستحثه للمسير
بيد أن الذي يهاب من الشر طواف الذئاب حول الغدير
باحث عن القنائص بالليل ل فكم غادر ، وكم مغدور
كم جراحات خافق ليس بهذا عن لهيب الشجون بين الصدور
كم هتافات مفرد مهجور كم تهاويل خائف مذعور
أيقفانها بكل قلب وروح صرخات الردى لذنب خطير
صرخات جبارة في سكون الليل يا هولها ! كصوت النذير
هي للموت كالصدي يتمشي في كبير القطيع أوفي الصغير
يا له راعيا رعته السماوا ت وصاغت ضميره من نور
من له والكون ينطق في القل ب صداه بكل هول مثير
والدجي كالح كوجه كثير والدجي كافر كقلب غدور
والدحي مجدب كعيش الفقير والدجي ساكن كصمت القبور
والدجي آه ! كم بجنحيه من هو ل ومن جائز ومن مستجير
من له ؟ من له ؟ سوي الرحمة العل يا من الخالق العلي القدير
يا له راعيا رعته السماوات ) م ( وصاغت ضميره من نور
فيلسوف الضمير لا يرهب اللي ل إذا جنه رهيب السنور
يبعث الشدو للطبيعة حبا لم يزل خالدا خلود الدهور
