الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 111الرجوع إلى "الثقافة"

من كتاب " العبير "

Share

على وقع قدميك ، ألحن أنغامى . وبمحاسنك ، أطلقها نشيد .

يا دائمة التنقل في قلبي آه من وقع خطواتك السحري لولاء ما أوحي إلي ، ولما كان لمزماري ترانيم .

فيا حبذا الوحي انت الهمتني ، وياحبذا الأغنيات أغانيك

روحي وجيئي بالفؤاد ، وانقلي الساق عليه ودقى بالقدم . روحي وجيئي به وابعثي الأنغام فيه تلافيف . كلما خرجت من نابي مع نفسي المحترق ، ارهف القوم لي سمعهم .

ما انت إلا زهرة مرموقة ، وانا النحلة التي تمتص رحيقك ، وتطير مترنحة في الرياض .

فعلى شفتي منك حلاوة ، وبشدوي طنين ثمل . وهكذا اشرب كاسي من خمرك ، حتى إذا أرسلت أنغامي سكري ، غفي على نعاسها الناس .

في الصباح ، حملت سلالي الخالية ، وقصدت إلى روضك .

وطفقت حتى انصرم النهار ، أجمع من خدك الخوخ ، والكراز من ثغرك .

وعندما عدت لداري وسلالي مفعمة ، أفرغتها بجانب قلبي ورحت في نوم لذيذ ، كطفل احتضن دميته ونام .

حان السفر ، ودق ناقوس الفراق ، فإذا ما شمس اليوم غابت ، لن نعود نلتقي

فيا طير صه ، ويا زهور اذبلى وقف يا نسيم ، وياروض اغلق ابوابك ، فلن يعود يطأ مماشيك الحبيب . وانزو يا قلب وألزم ركنك ، وافتح لك فيه طاقة وأطل منها على ماضيك ، وارقب في ضمير الزمان خيال نجمك .

وقل تري يا زمان تعود وبا نجم ترجع أفقك ؟ وتنير لي ليلى البهيم كما نورت عندك ؟

لا اغنية جميلة لا يشيع منها الأسى ، الذي يتبع في نفوسنا من عين مجهولة .

لا زهرة لا يقطر منها الندى ، ولا سرور لا يعبر عن نفسه بدمعة يذرفها في صمت .

لا شيء البتة لا يدين للألم . الوجود نفسه كان ألما كبيرا ما تزال تعانيه الخليقة . لأنه انفصال أليم للكون عن الروح السرمد

فالي ان يلتئم الجرح ، ستظل الدنيا تقطر مرارتها الخالدة في كل كأس تشربها ، حتى لو كانت من سلسبيل

اشترك في نشرتنا البريدية