محمد صفوة الباري ورحمته وبغية الله من خلق ومن نسم
آياته كلما طال المدي جدد يزينهن جلال المستثن والفسدم
يكاد في لفظة منه مشرفة يوصيك بالحق والتقوي وبالرحم
يا أفصح الناطقين الضاد قاطبة حديثك الشهد عند الذائق الفهم
حليت من عطل جيد البيان به في كل مستتر ، في حسن منتظم
بكل قول كريم أنت قائله تحيي القلوب ، وتحيي ميت الهمم
أتيت والناس فوضي لا تمر بهم إلا علي صنم قد هام في صم
والأرض مملوءة جورا مسخرة لكل طاغية في القول محتكم
مسيطر الفرس يبغي في رعيته وقيصر الروم من كبر أصم عمي
يعذبان عباد الله في شبه ويذبحان كما ضحيت بالغنم
والخلق يفتك أقواهم بأضعفهم كالميت بالبهم أو كالحوت بالسلم ) ١ (
أخوك عيسي دعا ميتا فقام له وأنت أحييت أجيالا من العدم
والجهل موت فإن أوتيت معجزة فابعث من الجهل أو فابعث من الرجم ) ٢ (
قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا لقتل نفس ولا جاءوا لسفك دم
جهل وتضليل أحلام وسفسطة فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
لما أتي لك عفوا كل ذي حسب تكفل السيف بالجهال والعمم ) ١ (
والشر إن تلقة بالخير ضقت به ذرعا وإن تلقه بالشر ينحسم
سل المسيحية السمحاء كم شربت بالصاب من شهوات الظالم الفدم ) ٢ (
لولا حماة لها هبوا لنصرتها بالسيف ما انتفعت بالرفق والرحم )
دعوتهم لجهاد فيه سؤددهم والحرب أس نظام الكون والأمم
لولاه لم تر للدولات في زمن ما طال من عمد أو قر من دعم
شريعة لك فجرت العقول بها عن زاخر بصنوف العلم ملتطم .
يلوح حول سنا التوحيد جوهرها كالحلي للسيف أو كالوشى للعلم
نور السبيل يساس العالمون بها تكفلت بثياب الدهر والهرم
لما اعتلت دولة الإسلام واتسعت
مشت ممالكه في نورها التمم ) ١ (
وعلمت أمة بالفقر نازلة رعي القياصر بعد الشاء والنعم
كم شيد المصلحون العاملون بها في الشرق والغرب ملكا باذخ العظم
للعلم والعدل والتمدين ما عزموا من الأمور وما شدوا من الحزم
سرعان ما فتحوا الدنيا لملتهم وأنهلوا الناس من سلسالها الشيم
لا يهدم الدهر ركنا شاد عدلهم وحائط البغي إن تلمسه ينهدم
٠٠٠ *
يارب هبت شعوب من منيتها واستيقظت أمم من رقدة العدم
فالطف لأجل رسول العالمين بنا ولا تزد قومه خسفا ولا تسم
يارب أحسنت بدء المسلمين به فتمم الفضل وامنح حسن مختتم
