اذهبي في الفضاء في طلب النور فإن الحياة فيض النور
ثم غوصي في الأرض في ظلمات الغيب بحثا عن كنزها المقبور
ليت شعري ما بال من عبدوا الصخر تخطوك في دراجي العصور
أنت رمز الإحسان والعمل الصالح ما لوثتك دنيا الشرور
تغمرين الساري بظل حنون إذ تصب السماء لفج الهجير
ثم تقرنيه بأشهي ثمار أترعت لذة جرت في العصير
وإذا حن للغناء أرقصت أغصانك حتى يشدو طروب الطيور
وغمرت التراب بالورق الأخضر يزهو له كمهد وثير
رب رحماك ما رأيت كظلم السمر بعدا لداره من كفور
فتوقيه أيها الباسقات أو تغمى عنه سدرى الشوك ثوري
هو ذا الإنسان قد ألف الغد وقديما فكان عبء الدهور
فإذا البرد عضه نسي المعروف بقسو يضلعك الكسور
كاسرا من غصنك التي ظللته وحيته سرادقا من حرير
قاطعا أيديا كراما تعاطيه ثمارلا لزجتها في السعير
محرقا جسمك الكريم وكم صليت لله في المسا والبكور
وإذا ما هرمت أطعمك الفأس وأنت الخرساء هل من نصير ؟
فإذا شجك احتملت أذاه جل يارب قلبها من صبور
وإذا ما أكرمته بثمار قبل حبته باقة من زهور
هب يرميك بالحجارة بغيا مستزيدا ببغيه والنكير
