عزم شباب السودان على أن يجعلوا من عيد الفطر المبارك عيداً قومياً آخر. فقرروا أن يقام في أيامه الثلاثة مهرجان للأدب في واد مدني عاصمة الجزيرة
وفي هذا المهرجان ستعرض جهود السودان المتعلم، وما ناله من حظ في العلم والأدب. وسيكون العرض شاملاً لمختلف نواحي العلوم والفنون والآداب من أبحاث فلكية وطبية واجتماعية وتاريخية.
وهذه فرصة طيبة لتقوية الصلات الثقافية بين مصر والسودان يجدر بأبناء الشقيق انتهازها حتى يكون لنا من العيد أعياد. فهلا يبادر الكتاب والأدباء لزيارة السودان في رحلة شتوية ممتعة ليروا أثار النهضة الأدبية؟ وعلى أرباب الصحف ومحرريها التي لا تخلو منها دار سودانية واجب كبير في هذا الصدد. وسيجد مندوبوها مادة غزيرة للكتابة عن ناحية مجهولة في السودان الذي لا يعرفه وا أسفاه إلا قلة من أبناء مصر. وما أسعد قلوب السودانيين جميعاً إذا ساهمت مصر بكتابها ومفكريها في ذلك المهرجان، فيروا بينهم توفيق الحكيم والعقاد والزيات وزكي مبارك والمازني وفكري أباظة وفتحي رضوان وإبراهيم المصري
وللسودان على هؤلاء جميعاً دين يجب أن يؤدوه، فهو يدرس أدبهم، ويقرأ كتبهم، ويعيش معهم دائماً بروحه وعطفه، وهو لا يرجو إلا أن يزوروه بهذه المناسبة ليصفوه ويعرفوه وينصفوه وينعموا بجوه الشتوي الجميل.
هذا، ومن لم يستطع الحضور، فلا أقل من أن يرسل تحيته إلى السودان على عنوان سكرتير المهرجان أحمد محمد خير السوداني واد مدني.
