وفى شهر رجب سنة ٩٢ ه ( أبريل سنة ٧١١ م ) جهز موسى جيشا من العرب والبربر يبلغ سبعة آلاف مقاتل بقيادة طارق بن زياد الليبى حاكم طنجة ؛ وقد اختلف فى أصل فاتح الأندلس ونسبته . فقيل هو فارس من همذان ، وإنه كان مولى لموسى بن نصير ؟ وقيل إنه ينتمى إلي بطن من بطون البربر وهو الأرجح ( ١ ) . وكان طارق جنديا عظيما
ظهر في غزوات الغرب بفائق شجاعته وبراعته ، وقدر موسى خلاله ومواهبه ، فاختاره لحكم طنجة وماحولها ، وهى يومئذ أخطر مناطق المغرب وأشدها اضطراما ؟ ثم اختاره لفتح الأندلس . وعبر طارق البحر بجيشه فى سفن يوليان ، ونزل بالبقعة التى ما زالت تحمل اسمه إلى اليوم ، أعنى جبل طارق ، وذلك فى يوم الاثنين الخامس من رجب سنة ٩٢ه ( ١٢٧ بربل سنة ٧١١ م ) واخترق
الجزيرة الخضراء بارشاد يوليان ، ثم زحف على ولاية الجزيرة واحتل قلاعها بعد أن هزم جموعا من القوط تصدت لوقفه . وبادر حكام الولايات المجاورة باخطار بلاط طليطلة بالخطر الداهم ؛ وكان ردريك أو لذريق يشتغل يومئذ بمحاربة بعض الخوارج فى الولايات الشمالية ،
فهرول إلى طليطلة شاعرا بفداحة الخطر الذى يهدد عرشه وأمته ، وبعث قائدة اديكو لرد العدو حتى يستكمل اهبته ، ولكن طارقا هزمه ، وتابع سيره صوب عاصمة القوط .
وكان ردريك أميرا شجاعا وافر العزم . ولكنه كان طاغية يثير بقسوته وصرامته حوله كثيرا من البغضاء والخصومات ، وكان حزب العرش القديم الذى يلتف حول أبناء الملك السابق وتيزا ( غيطشه ) يتربص به ويعمل على إسقاطه ، وكانت ريح الخلاف والتفرق تعصف بالشعب القوطى كله ؛
ومع ذلك فقد اعتصم القوط حين الخطر الداهم بنوع من الاتحاد ، واستطاع ردريك ان يجمع حوله معظم الأمراء والأشراف والأساقفة ، وحشد هؤلاء رجالهم وأتباعهم ، واجتمع للقوط يومئذ جيش ضخم تقدره بعض الروايات بمائة ألف . وسار ردريك نحو الجنوب للقاء المسلمين ؛
وكان طارق قد وقف على أمر هذه الأهبة العظيمة ، فكتب إلى موسي يستنجد به ، فأمده بخمسة آلاف مقاتل فبلغ المسلمون اثنى عشر الفا ، وانضم إليهم يوليان فى قوة من صحبه واتباعه .
كان القوط أضعاف المسلمين ، وكان المسلمون يقاتلون فى أرض العدو فى هضاب ووهاد صعبة ، ولكن قائدهم الجرىء تقدم إلى الموقعة الحاسمة بعزم ، فكان اللقاء بين الجيشين في سهل شريش على مقربة من قادس شمالى مدينة شدونة أو شذونة ( مدينة سيدونيا ) على ضفاف نهر وادى لكة ( الجوادليت ) وذلك فى الثامن والعشرين من
شهر رمضان سنة ٩٢ ه ( ١٩ يوليه سنة ٧١١ م ) وفرق النهر بين الجيشين مدى أيام ثلاثة لم تقع فيها بينهما سوى معارك بسيطة . وفى اليوم الرابع التحم الجيشان وتشبت بيهما معركة عامة ، واستمر القتال بينهما على أشده مدى أربعة ايام ؟ وكان الجيش القوطى بالرغم من ضخامته
مفكك العرى منحل العزائم ؛ وكانت الخيانة تعصف بصفوفه وقيادته ؟ فلم يأت اليوم الرابع حتى كتب النصر للمسلمين وهزم القوط شر هزيمة ومزقوا شر ممزق ، وغرق ملكهم ردريك في النهر .
كانت شذونة موقعة الفصل ، وفيها دالت دولة القوط ، وغنم الاسلام ملك اسبانيا ، وساد الرعب على القوط ، فاعتصموا بالحصون والجبال ، وتفرقوا فى السهل وذاعت أنباء النصر فى أنحاء العدوة ، فعبر إلى الجيش الفاتح سيل من المجاهدين والمغامرين من العرب والبربر ،
وزحف طارق بجيشه شمالا صوب طليطلة عاصمة المملكة القوطية ، وسارت حملات متفرقة إلى قرطبة وغرناطة والبيرة ومالقة ومرسيه ، فافتتحت كلها تباعا ؛ وبعد أن استولى طارق على طليطلة تابع زحفه شمالا ، واخترق قشتالة وليون حتى استرقه ، ثم عبر جبال اشتوريش (١) ،
واستمر فى سيره حتى أشرف علي شواطئ بسكونيه (٢) ثم عاد إلى طليطلة حيث تلقى أوامر موسى بوقف الفتح وكان ذلك لعام فقط من عبوره إلى أسبانيا.
-2-
وقد اختلف المؤرخون فى تعليل البواعث التى حملت موسى على أن يصدر أوامره إلى طارق بوقف الفتح . فقيل إن موسى لم يكن يتوقع كل هذا الفوز لقائده ومولاه ، فلما وقف على مبلغ فوزه وتقدمه ، تحول إعجابه إلى حسد وغيرة ، وخشى أن ينسب ذلك الفتح العظيم
إليه دونه ، فكتب إليه ألا يتقدم حتى يلحق به ، ويتوعده بالعقاب إذا توغل بغير إذنه . ولكن البعض يعلل غضب موسي على طارق ولحاقه به بأن طارقا خالف الاوامر
الصادرة إليه بألا يتجاوز قرطبة ، أو حيث تقع هزيمة القوط (1) . وهذا تعليل حسن يتفق مع ما أثر عن موسى من الحيطة والحذر ، فقد ينكب المسلمون إذا توغلوا فى أاض ومسالك مجهولة ؛ على أن ذلك لا يمنع من أن يكون للغيرة أيضا أثرها فى نفس موسى وفى تصرفه ؛ وعلى أى حال فقد عبر موسى البحر إلى أسبانيا فى عشرة آلاف من العرب ، وثمانية آلاف من البربر ، فى سفن صنعها خصيصا لذلك ، يحفزه شغف الفتح بالرغم من شيخوخته ،
ونزل بولاية الجزيرة حيث استقبله الكونت يوليان ، وذلك فى رمضان سنة ثلاث وتسعين ( يونيه سنة ٧١٢ م ) وبدأ موسى زحفه بالاستيلاء على مدينة شذونة . ثم سار إلى قرمونة ، وهي يومئذ من أمنع معاقل الأندلس ، فاستولى عليها بمعاونة يوليان وأصحابه ؛ وقصد بعدئذ إلى إشبيلية أعظم قواعد الأندلس فافتتحها بعد أن حاصرها
شهرا ثم سار إلى ماردة ، وحاصرها مدة ، وقتل تحت أسوارها جماعة كبيرة من المسلمين ، ولكنها انتهت بالتسليم فى رمضان أو شوال سنة أربع وتسعين ، على أن تكون أموال الغائبين والكنائس غنيمة المسلمين ، دية لمن قتل منهم . وقصد موسى بعدئذ إلى طليطلة ، فالتقى بطارق على مقربة منها ، وكان قد سار إلى استقباله ، فأنبه
موسى وبالغ فى إهانته ، وزجه مصفدا فى ظلام السجن بتهمة الخروج والعصيان ، وقيل بل هم بقتله أيضا ، ولكنه ما لبث أن عفا عنه ورده إلي منصبه (2) ووضع الاثنان خطة مشتركة لافتتاح ما بقى من أسبانيا ؛ ثم
زحفا نحو الشمال الشرقى ، واخترقا أراضى الثغر الأعلى ( أراجوان ) ، وافتتحا سرقسطة وطركونه وبرشلونة وغيرها من المدن والمعاقل . ثم افترق الفاتحان ، فسار طارق غربا ليغزو جليقية وليتم القضاء على فلول القوط ؛ وسار موسى شمالا ، فاخترق جبال البرنيه (1) وغزا ولاية لانجدوك أو سبتمانيا ، وكانت عندئذ تابعة لملوك
القوط ، واستولى على قرقشونة وأربونة (2) ثم نفذ إلى مملكة الفرنج ، وغزا وادي الرون (3) حتى مدينة ليون فاضطرب أمراء الفرنج ، وأخذوا فى الأهبة لرد الغزاة ؛ ويقال إن المعارك الأولى بين العرب والفرنج وقعت فى تلك السهول على مقربة من أربونة .
وهنا فكر القائد الجرىء فى أن يخترق بجيشه جميع أوربا غازيا ، وأن يصل إلى الشام من طريق قسطنطينية، وأن يفتتح فى طريقه أمم النصرانية والفرنجة كلها . وهو ما يجمله ابن خلدون فيما يأتى : " وجمع أن يأتى المشرق على القسطنطينية ويتجاوز الشام ودروب الأندلس ويخوض ما بينها من بلاد الأعاجم وأمم النصرانية مجاهدا فيهم مستلحما لهم إلى أن يلحق بدار الخلافة (4) ولم يك ثمة
ما يحول دون تنفيذ هذا المشروع الضخم ؛ فقد كان الإسلام يومئذ فى ذروة الفتوة والبأس . وكانت جيوشه تقتحم أرجاء العالم القديم ظافرة أينما حلت ، وكانت أمم الغرب من جهة أخرى يسودها انحلال شامل ؛ وكانت مملكة الفرنج وهي أضخمها وأقواها يمزقها الخلاف والتفرق ، وقد بدأ العرب فعلا بغزوها ؛ ولم يتح للنصرانية بعد أن توحد جهودها لرد الاسلام ، ولم تقم فيها زعامة
قوية تجمع كلمتها وتنظم قواها فى جبهة دفاعية موحدة ؛ ولم تكن أوربا فى ذلك الحين سوى مزيج مضطرب من الأمم والقبائل المتنافرة تمزقها المطامع والأهواء المختلفة ، فكان الاسلام الظافر يستطيع غزوها وفتحها ؛ ولم يكن حلما وإغراقا ما تصوره موسى بن نصير واعتزمه ؛ ولكن سياسة التردد والاحجام التى اتبعها بلاط دمشق نحو
الفتوح الغربية والتى كادت تحول دون فتح أسبانيا ، أودت بذلك المشروع البديع ؛ وبعث الوليد بن عبد الملك إلى موسي يحذره من التوغل بالمسلمين فى دروب مجهولة ، ويأمره بالعود . فارتد موسي مرغما آسفا ، ولكنه تمهل فى العود حتى يتم إخضاع معاقل جليقية التى اعتصمت بها
فلول القوط ؛ فاخترق جليقية واستولى على معظم قلاعها ومعاقلها ، ومزق كل قوة تصدت لمقاومته ، ولم يبق من النصارى سوى شراذم يسيرة التفت حول زعيم يدعى بلاجيوس او بلايو ، ولجأت إلي قاصية جليقية . وبينما كان موسى يتأهب للحاق بها وسحقها إذ وصله كتاب آخر من دمشق يستدعيه وطارقا ويأمرهما بتعجيل العود ؛ ولعل أقوى البواعث التى حملت الوليد على هذا الاستدعاء ما بلغه
من خلاف موسى وطارق ، وخوفه أن ينتهى هذا الخلاف بتفرق كلمة المسلمين ونكبتهم فى تلك الأقطار الجديدة المجهولة التى افتتحوها (1) أو لعله خوف الوليد أن يفكر موسى بما عرف من طمعه ودهائه فى الاستقلال بذلك الملك الجديد الثانى ؛ وربما كان من هذه البواعث أيضا ما بلغ الوليد عن وفرة الأموال التى جمعت من الأندلس وخوفه أن تمتد إليها يد التبديد . ومهما كانت البواعث التى
دفعت الوليد إلى استدعاء فاتحى الأندلس فلا ريب أنه كان خطرا على مستقبل الاسلام فى أسبانيا . ذلك أن هذه الجموع الضئيلة من القوط التي نجت من المطاردة واعتصمت بصخور جليقية لم تلبث أن نمت وقويت ، وكانت منشأ المملكة النصرانية التى قامت فى الشمال ولبثت قرونا تكافح دولة الاسلام فى أسبانيا حتى انتهت بالقضاء عليها .
وفى ذلك الحين كان عبد العزيز بن موسى قد افتتح المنطقة الواقعة بين مالقة وبلنسية ، وأخمد الثورة فى إشبيلية وباجة ، وافتتح لبلة وغيرها من المعاقل والحصون ، وأبدى فى معاملة البلاد المفتوحة كثيرا من الرفق والاعتدال والتسامح .
واتخذ موسى أهبته للعود إلى دمشق نزولا على أوامر الخليفة ، فنظم حكومة الأندلس قبل رحيله ، وجعل حاضرتها اشبيلية لاتصالها بالبحر ، وكانت حاضرتها أيام الرومان ، واختار لولايتها ولده عبد العزيز واستخلف على المغرب
الأقصي ولده عبد الملك ، وعلي افريقية ولده الأكبر عبد الله . وفى شهر ذي الحجة سنة خمس وتسعين ( اغسطس سنة ٧١٥ م ) قفل راجعا إلى الشرق وطارق معه وفى ركبه من نفيس التحف والغنائم ما لا يقدر ولا يوصف ومن أشراف السبى عدد عظيم (1) .
-3-
وتختلف الرواية العربية فى مصير موسى بن نصير وفى أمر لقائه بالخليفة . فقيل إنه وصل إلى دمشق قبل وفاة
الوليد بن عبد الملك وقدم إليه الأخماس والغنائم ، فأكرمه وأحسن إجازته ؛ وقيل بل وصل عقب وفاة الوليد وارتقاء أخيه سليمان بن عبد الملك عرش الخلافة ، وإن سليمان غضب عليه ونكبه (1) على أنه يمكن الجمع بين القولين أعنى وفود موسى على الوليد ثم نكبته على يد سليمان . وهنالك ما يرجح لدينا أن موسى لحق الوليد قبيل
وفاته ؛ فان ابن عبد الحكم ، وهو أقدم رواة فتوح الأندلس ، يقول لنا إن موسى بن نصير مر بمدينة الفسطاط فى أواخر شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين فى طريقه إلى دمشق (2) . وقد توفى الوليد فى منتصف جمادي الآخرة من هذا العام ، أعنى بعد وصول موسى إلى
مصر بأكثر من شهرين ونصف شهر . ولما كانت مسافة السفر بين الفسطاط ودمشق لا تتجاوز في هذا العصر بضعة أسابيع ، فانه كان ثمة من الوقت ما يكفى لمقدم موسى على الوليد قبل وفاته . على أن الرواية من جهة أخرى تكاد تجمع على أن سليمان سخط على فاتح الأندلس . ونكبه . وذلك أن موسى وصل إلى الشام ، والوليد فى
مرض موته ، فكتب إليه سليمان ولى العهد يومئذ أن يتمهل فى السير حتى يموت الوليد ، فيقدم عليه في صدر خلافته بما يحمل من جليل التحف والغنائم ، فأبى موسى وجد فى السير حتى قدم والوليد حى ، فسلم إليه الأخماس والغنائم ؛ ثم توفى الوليد بعد ذلك بقليل مستخلفا سليمان على كرسي الخلافة ، فغضب سليمان على موسى ، وزاد فى سخطه عليه ما قدمه فى حقه طارق ومغيث فاتح
قرطبة من مختلف التهم (1) . وفى الحال أمر بعزله ، واتهمه وبنيه باختلاس أموال عظيمة ، وقضى عليه بردها ، وبالغ فى إهانته وتعذيبه ، ثم ألقاه إلى ظلام السجن . واستجار موسى بصديقه يزيد بن المهلب من نقمة سليمان ،
وكان من أخصائه وذوى النفوذ لديه ، فألح يزيد على على سليمان حتى عفا عنه، و أعفاه من الغرامة الفادحة التى قضى بها عليه ، ويقال بل عفا عن حياته ولم يعفه من الغرامة ، وأن موسي استطاع ان يفتدى نفسه ببعض ما فرض عليه (2) وتبالغ بعض الروابات فتقول إن سليمان أصر على معاقبة موسى وتغريمه ، حتى كان يطوف أحياء
العرب مع حراسه ليسأل بعض المال ليفتدى نفسه ، وأنه لبث على تلك الحال حتي توفى فى منتهى البؤس والذلة بوادى القرى فى شمال الحجاز حيث ينسب مولده ، وذلك فى سنة سبع وتسعين . بيد أنه لا يوجد ما يبرر الأخذ بمثل هذه الرواية المغرقة ؛ والصحيح المعول عليه أن سليمان عفا عن موسى وأقاله من محنته ، وتوفى موسي بعد ذلك بقليل فى سنة سبع وتسعين ، وقيل فى سنة تسع وتسعين وهو فى نحو الثمانين من عمره (3) .
هذا ما تردده الرواية الاسلامية عن مصير موسى بن نصير . ومهما كان من الأمر فان فاتح الأندلس لم يلق الجزاء الحق ، بل غمط حقه وفضله أشنع غمط ؛ وأبدت الخلافة بهذا التصرف أنها لم تقدر فى هذا الموطن للبطولة
قدرها ؛ ولم تقدر عظمة الفتح الباهر الذى غنمته على يد رجلها وقائدها .
وكان موسى بن نصير من أعظم رجال الحرب والإدارة للمسلمين فى القرن الأول للهجرة ؛ وقد ظهرت براعته الادارية فى جميع المناصب التى تقلدها ، كما ظهرت براعته الحربية فى جميع الحملات البرية والبحرية التى قادها . على أن هذه المواهب تبدو بنوع خاص فى حكمه لافريقية حيث كانت الحكومة الاسلامية تواجه شعبا شديد المراس
يضطرم بعوامل الانتقاض والفتنة . وإذا كان موسى قد أبدى فى معالجة الموقف وإخماد الفتنة كثيرا من الحزم والشدة ، فقد أبدى فى الوقت نفسه خبرة فائقة بنفسية الشعوب وبراعة فى سياستها وقيادتها . وكان موسى فوق مواهبه الادارية والعسكرية غزير العلم والأدب متمكنا من الحديث والفقه عالما بالفلك مجيدا للنثر والنظم . غير أن هذه المواهب والخلال البديعة كانت تشوبها نزعة قوية إلى الطغيان والبطش وشهوة الحقد والحسد (1) .
وإلى موسى بن نصير يرجع الفضل الأول فى عبور الاسلام إلى اوربا من الغرب وقيام دولته فيها بعد أن أخفقت محاولته فى العبور إليها من المشرق عن طريق قسطنطينية ؛ ومع أن سيل الفتح الاسلامي رد غير بعيد فى سهول بلاط الشهداء فان الاسلام استطاع مع ذلك أن يستقر فى أسبانيا قرونا يبهر بضوء مدنيته الزاهرة جميع الأمم الأوربية فى العصور الوسطي ( النقل ممنوع )

