واسه يا ربيع . أسعد فؤاده
إنه يا ربيع يشكو انفراده
بلبل قيد الشتاء جناحيه
وأعياه أن ينال مراده
كلما هم أن يطير تردى
وأبت غضبة الرياح ارتياده
مزقت عشه العواصف حتى
غيبت عن عيونه أعواده
واسه يا ربيع واعطف عليه
فالشتاء الكئيب أدمى فؤاده
. . وإذا نسمة تفيض حنانا
مثل ما عاود الحبيب وداده
خفقت فهي أمنيات وطاقت
فهى حلم وأقبلت فهى غاده
حملت اكرم العبير ومرت
تنثر العطر والمنى والسعاة
وإذا بالرياض ماست فتونا
وانتشت نضرة ورفت رغاده
وإذا الغصن هاتف . أى فجر
أعلنت نسمة الصبا ميلاده ؟
خفقت فيه كل ذات جناح
وهفت كل زهرة مياده
وسرى الدفء والحنان إلينا
وطوى الليل برده وحداده
وكأن المروج حولى بساط
فيه من كل ما يروق قلاده
وكأن الندى بتاجى ماس
لم تر الغيد قبله أنداده
فرحة في السماء والأرض شاعت
وسرور في الكون وشى جماده
أي فجر نري ؟ فقال أخوه
ذاك فجر الربيع فاغنم وداده
ضحك الكون للربيع وليدا
وبأيدي الحنان تاغى مهاده
وهفا الجدول الخفوق اليه
لم ينل قبله من الحب زاده
وتغنت من فرحهن عذارى
كن بالأمس شاكبات بعاده
قلن ما أجمل الربيع وأنداء
وأعلن في القرى ميعاده
فإذا كل عاشق يتمنى
أن يري في ظلاله أعياده
وإذا كل زهرة تتثنى
في ابتسام ورقة وهواده
قد أطلت من كأسها تتلقي
نسمات من الحياة المعاده
وإذا البلبل الشجى طليقا
في رحاب الربيع ضاحى الوفادة
غرد ملء صوته خفقات
ساحرات فهن طهر العبادة
قال ما أبهج الصباح وأزهاه
ألا ليته يطيل امتداده
مثل هذا الصباح لم تشهد ال
العين جمالا وفتنة ورغاده
ضحكت فيه كل ذات عبير
وسجى البحر كاد ينسى عناده
أي صبح ترى أطل على السكون
فوشى حزونه ووهاده
والضفاف المنسقات اللواتى
تخذ النهر بينهن مهاده ؟
وإذا هاتف صدوح طروب
مرح أسعد الربيع فؤاده
قال يا أيها الرفيق ترنم
فالشتاء الكئيب أغمض عينيه
واملأ الكون بهجة وسعاده
وألقى إلى الربيع القياده
( اسكندرية )
