( إلى الذين يرون الفن عبثاً ينتهى به الفارغون . . )
ماذا تريدون منا . . أيها الناس ؟
إنا . . بني الفن . أوهام وأهجاس
إنا - على الأرض - أشواق مضرمة
لها وقودان . . أعصاب . . وإحساس
تعيش . . في الفقر . . والدنيا منضرة
يزهو بها الورد والنسرين والأس
وأكؤس الناس بالأموال طالحة
ونحن في كأسنا وهم . . وإفلاس
لكننا قد رضينا الكف . . فارغة
ما دام تطفح في أعماقنا . . الكاس
خدعتمونا وقلتم . . إنهم بشر .
أقصى أمانيهم . . ناى . . وقرطاس
للبؤس أجسادهم كما يخلصهم
من التراب . . وتذكو فيه .. أقباس
والجسم للروح سجن ليس يطلقه
إلا كما شع - في أصدافه - الماس
وإنهم في سماء الفن آلهة
يعاقرون طلسى . . ما ذاقها الناس
وإنهم قد أقاموا صرح نهضتنا
عالي النار . . وهم للمجد . . حراس
يا ويحكم قد نثرتم حولنا درراً
من الثناء لها في القلب إيناس
لنطبق الجفن عن دنيا محبتة
قد عضها ناجذ . . منكم .. وأضراس
لقد صدقتم بما قلتم وإن كذبت
فيكم قلوب . . لها كالطين . . إغلاس
نحن الألى قد أحالوا الكون أغنية
من المنى .. فكأن الكون .. أعراس
ونحن . . من نحن ؟ . . رهط ليس يعرفهم
إلا بنو الفن أفاق . . وحساس
محلقون تساوى الترب عندهم
والتبر . . وهو لدى العميان . نبراس
مقياسهم في مجال الفخر ما نظموا
والمال عند سوى الشعراء مقياس
لن يخلد المال في دنيا . مودعة
إذا طوتنا بجوف الأرض أرماس
لكنه الشعر يبقى خالداً ابداً
وإن رمتنا بسهم الموت أقواس
