الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 644الرجوع إلى "الثقافة"

نحن . . . وأنتم

Share

( إلى الذين يرون الفن عبثاً ينتهى به الفارغون . . )

ماذا تريدون منا . . أيها الناس ؟

إنا . . بني الفن . أوهام وأهجاس

إنا - على الأرض - أشواق مضرمة

لها وقودان . . أعصاب . . وإحساس

تعيش . . في الفقر . . والدنيا منضرة

يزهو بها الورد والنسرين والأس

وأكؤس الناس بالأموال طالحة

ونحن في كأسنا وهم . . وإفلاس

لكننا قد رضينا الكف . . فارغة

ما دام تطفح في أعماقنا . . الكاس

خدعتمونا وقلتم . . إنهم بشر .

أقصى أمانيهم . . ناى . . وقرطاس

للبؤس أجسادهم كما يخلصهم

من التراب . . وتذكو فيه .. أقباس

والجسم للروح سجن ليس يطلقه

إلا كما شع - في أصدافه - الماس

وإنهم في سماء الفن آلهة

يعاقرون طلسى . . ما ذاقها الناس

وإنهم قد أقاموا صرح نهضتنا

عالي النار . . وهم للمجد . . حراس

يا ويحكم قد نثرتم حولنا درراً

من الثناء لها في القلب إيناس

لنطبق الجفن عن دنيا محبتة

قد عضها ناجذ . . منكم .. وأضراس

لقد صدقتم بما قلتم وإن كذبت

فيكم قلوب . . لها كالطين . . إغلاس

نحن الألى قد أحالوا الكون أغنية

من المنى .. فكأن الكون .. أعراس

ونحن . . من نحن ؟ . . رهط ليس يعرفهم

إلا بنو الفن أفاق . . وحساس

محلقون تساوى الترب عندهم

والتبر . . وهو لدى العميان . نبراس

مقياسهم في مجال الفخر ما نظموا

والمال عند سوى الشعراء مقياس

لن يخلد المال في دنيا . مودعة

إذا طوتنا بجوف الأرض أرماس

لكنه الشعر يبقى خالداً ابداً

وإن رمتنا بسهم الموت أقواس

اشترك في نشرتنا البريدية