الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 580الرجوع إلى "الثقافة"

نداء الجسد

Share

قلت يوما لنفسي المحزونة

أنت يا نفس - دائما - محزونة

عشت للحب طاهرا وتقيا

لم تذوقي طعومه . . وفتونه

فلنجرب ؛ فقد سئمت حياة

ليس فيها خشونة أو ليونة

ذات جرس موحد ورتيب

كيف يا نفس لم تملي رنينه

ولنغامر ، ففي الحياة متاع

وجمال غير الذي تألفينه

سوف امضي مع الجموع بواد

لا أبالي سهوله أو حزونه

ثم ألقي بين الدلاء بدلوي

فعساه يشفي الجراح الدفينة

وانطلقنا وبين جنبي نار

تتلظى وفي خطاي . . رعونة

كأسير جارت عليه الليالي

وأطالت ظلامه وشجونه

ثم فكوا إساره فتولي

ينشد النور في رحاب المدينة

ها هنا يحمد الصباح سراء

ويلاقي هنا الخدين خدينه

ها هنا الدفء ، والحرارة والنور

ومجلي المفاتن المكنونة

ها هنا الروضة التي جن شوقي

بين أطيافها الخفاف الضنينة

يا وقاري كفاك حطمت عودي

في ربيعي وجنتي المرهونة

يا وقاري لقد عصرت شبابي

في عناد وقسوة وخشونة

هو فجر الحياة إن ضاع مني

ضاع عمري ، وما قضيت ديونه

ما جوابي غدا إذا سألتني

عن شبابي - شيخوختي المسكينة ؟

ومضينا . . وفي يدي جمال

وشباب ، وذكريات كمينة

والظلال الحمراء تشعل نارا

في كياني ورغبة مجنونة

والشفاه التي تلاقت ، أزاحت

عن خيالي قيوده وظنونه

والرضاب الذي يتقل فيروي

أنا وحدي الذي كشفت معينه

والبريق الذي يشع سهاما

ما ضيات كأنها مستونة

من عبون زرقاء تسكب نورا

ورجاء في كل نفس حزينة

حرت من حسنه فلم أدر ماذا

اتمن أثغره أم عيونه ؟

وجفاني البيان حين تثني

في دلال وخفة ومرونة

أسبل الحلو جفنه فدعوني

آن أن يطفئ الفؤاد حنينه

وانتحينا معا . . ولكن نفسي

أيقظتني في رقة وسكينة

قالت : ارجع فقلت : كيف ؟ فقالت :

" أنت نبع " من المعاني الثمينة

أنت يا عاشق الجمال حرى

أن تصون الجمال لا أن تهينه

أنت روح . فقلت :عفوا

وهذا هو عهدي وأنني لن أخونه

اشترك في نشرتنا البريدية