الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "الفكر"

نداء

Share

طالما قضى الليالى        ساهرا ، يتلو كتابه

خلف ما اسدل من ست ر ، وقد اغلق بابه

ألف العزلة لا يش       كو عن الناس . اغترابه

لم تكن ، الا لماما        ساعة تدني صحابه

خال دنيا الناس شرا     فانزوى ، يبغي اجتنابه

لم يكن شيخا ولكن      وهب الكتب شبابه

فهي ليلاه التى يه        وى . وتضنيه صبابه

ليس ، في دنياه ، شيء    غيرها يهوى اقترابه

كم تحدى مغلقا صع       با وكم رام اغتلابه

فاذا لاحت معاني          ه تحراها كتابه

فرحا ، ما شاء ان يف    رح ، اذ جلى لبابه

ثم لا يلبث أن يأ          لم مضا ، وكآبه

اذ يكون الشك قد د      ب ، وقد غال صوابه

أين . . أين العقل ، هي   هات ، تغشته سحابه

وظلام ، من ضلال الش   ك ، قد هاج اضطرابه

فهو اعمى ، في متاه       حرج يذكي عذابه

كان يشكو باطن النا      س ، فها يشكو سرابه

كل ما في هذه الدن       يا ، ضلال وخلابه

هكذا لاحت له الا         وان ، من شك ، ارابه

ليس شكا بل سعير         ما عرا القلب اذابه

كف عما كان يتلو         ه ، ويحصيه كتابه

ومضى ينفي بكفي         يه عن اللحظ غضابه

إذ بدا كل كتاب          كالقذي يشكو انتيابه

كم من الكتب ، ضلالا ،  ظنها تقضى طلابه

فاذا هو يراها              لا تعي . منه . خطابه

بل بدت خرساء لا تد     ري ، من العي ، جوابه

ومضى حيران ، أعمى ،    كيف . . لا يدري مآبه

فهو فلك ، قد طغى الاع  صار وانتاب عبابه

كل ما يلقى ظلام          حالك يخفي شهابه

اين . اين العقل هل ير    جو ، من الحق . اقترابه

ورأت عيناه وجها       هتك الحسن نقابه

لاح من مصباحه الاس  نى، يناجيه دعابه

اي خد . . اي انوا      ر تغشتها ذابه

اي هدب ثمل يح        سو ، من الخد شرابه

يا لذاك الثغر ما اش     هى ، على السن ، رضابه

يا لذاك الورد يسقي     ه سنا الفجر مذابه

يا لذاك الوجه ما اح     لاه ، ما احلى عتابه

قال : يا هذا . . ترفق       دونك السر غيابه

حرم الصيد الذي يخ    شى ، من الدرب ، هضابه

حرم النور الذي لم        ينتزع ، عنه ، حجابة

حرم الحق الذي لم         ير ، في الحب ، طلابه

فاجعل الحب . أيا ه     ذا . . الى الحق قرابه

كل من حولك ظما       ن يرجاك شرابه

لا تخف ان ينهل الكأ    س ، ويشتف الصبابه

فرحيق الحب لا يف     سني ، فدع عنك احتسابه

وثمال الحب اشها        ه، لمن ذاق حبابه

اشترك في نشرتنا البريدية