طالما قضى الليالى ساهرا ، يتلو كتابه
خلف ما اسدل من ست ر ، وقد اغلق بابه
ألف العزلة لا يش كو عن الناس . اغترابه
لم تكن ، الا لماما ساعة تدني صحابه
خال دنيا الناس شرا فانزوى ، يبغي اجتنابه
لم يكن شيخا ولكن وهب الكتب شبابه
فهي ليلاه التى يه وى . وتضنيه صبابه
ليس ، في دنياه ، شيء غيرها يهوى اقترابه
كم تحدى مغلقا صع با وكم رام اغتلابه
فاذا لاحت معاني ه تحراها كتابه
فرحا ، ما شاء ان يف رح ، اذ جلى لبابه
ثم لا يلبث أن يأ لم مضا ، وكآبه
اذ يكون الشك قد د ب ، وقد غال صوابه
أين . . أين العقل ، هي هات ، تغشته سحابه
وظلام ، من ضلال الش ك ، قد هاج اضطرابه
فهو اعمى ، في متاه حرج يذكي عذابه
كان يشكو باطن النا س ، فها يشكو سرابه
كل ما في هذه الدن يا ، ضلال وخلابه
هكذا لاحت له الا وان ، من شك ، ارابه
ليس شكا بل سعير ما عرا القلب اذابه
كف عما كان يتلو ه ، ويحصيه كتابه
ومضى ينفي بكفي يه عن اللحظ غضابه
إذ بدا كل كتاب كالقذي يشكو انتيابه
كم من الكتب ، ضلالا ، ظنها تقضى طلابه
فاذا هو يراها لا تعي . منه . خطابه
بل بدت خرساء لا تد ري ، من العي ، جوابه
ومضى حيران ، أعمى ، كيف . . لا يدري مآبه
فهو فلك ، قد طغى الاع صار وانتاب عبابه
كل ما يلقى ظلام حالك يخفي شهابه
اين . اين العقل هل ير جو ، من الحق . اقترابه
ورأت عيناه وجها هتك الحسن نقابه
لاح من مصباحه الاس نى، يناجيه دعابه
اي خد . . اي انوا ر تغشتها ذابه
اي هدب ثمل يح سو ، من الخد شرابه
يا لذاك الثغر ما اش هى ، على السن ، رضابه
يا لذاك الورد يسقي ه سنا الفجر مذابه
يا لذاك الوجه ما اح لاه ، ما احلى عتابه
قال : يا هذا . . ترفق دونك السر غيابه
حرم الصيد الذي يخ شى ، من الدرب ، هضابه
حرم النور الذي لم ينتزع ، عنه ، حجابة
حرم الحق الذي لم ير ، في الحب ، طلابه
فاجعل الحب . أيا ه ذا . . الى الحق قرابه
كل من حولك ظما ن يرجاك شرابه
لا تخف ان ينهل الكأ س ، ويشتف الصبابه
فرحيق الحب لا يف سني ، فدع عنك احتسابه
وثمال الحب اشها ه، لمن ذاق حبابه

