يا حلوة الوعد ما نساك ميعادي ... عِز الهوى أم كلام الشامت العادي
كيف انخدعت بحسادي وما نقلوا ... أنت التي خلقت عيناك حسادي
طرفي وطرفك كانا في الهوى سبباً ... عند اللقاء ولكن طرفك البادي
ثلاث أبيات من قصيدة للمرحوم شوقي بك تبلغ سبعة عشر بيتاً نشرت الرسالة منها في سنتها الأولى اثني عشر بيتاً تحت عنوان (شوقية لم تنشر تغنيها إحدى القيان) . ولم تشر المجلة وقتئذ إلى اسم المغنية لأنها كانت قد تزوجت وانقطعت صلتها بالجو الفني. . وهذه المغنية هي السيدة (ملك) وقد صنع لها شوقي بك هذه القصيدة قبل وفاته بعامين لتغنيها وكان ذلك في مصيفها بالإسكندرية، حيث كان يختلف إليها أمير الشعراء والأساتذة فكري أباظة ومحجوب ثابت ومحمد عبد الوهاب. وقد أعجب الأستاذ محمد عبد الوهاب يومئذ بمعنى القصيدة وتلحينها، فلما توفي المرحوم شوقي بك تحدث الأستاذ عبد الوهاب بأن آخر ما نظمه شوقي له كان هذه القصيدة. فردت عليه السيدة ملك في جريدة البلاغ تنكر عليه ذلك وتستشهد بمن ذكرت وبنسخة القصيدة مكتوبة بخط شوقي إليها. ووقف الأمر يومئذ عند هذا.
ولكن الأستاذ عبد الوهاب عاد فلحن هذه القصيدة في هذه الأيام لروايته الجديدة التي يزمع إخراجها في الشتاء القادم. فلما علمت السيدة ملك بهذا تجدد بينهما نزاع لطيف توَّسط فيه أصدقاؤهما حتى وعد عبد الوهاب بأنه (سيحاول) أن يستغني
عن هذه القصيدة. ويظهر أن هذا الوعد لم يطمئن السيدة (ملك) فنشطت حركة استشارة المحامين ونشطت معها تلك الضجة الطريفة التي لا نعلم كيف تنتهي وعلى أي وجه من الوجوه ستحل. والظريف في الأمر أن أشد الجميع غضباً هو الدكتور محجوب ثابت! فهو يعجب من جرأة الأستاذ عبد الوهاب وعدم استئذانه إياه باعتباره (الشامت العادي) الذي عناه شوقي رحمه الله.

