الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 308الرجوع إلى "الرسالة"

نظام الجاسوسية في العصر الحديث - عن مجلة التيمس الأميركية

Share

تقوم الدول بتجارب عديدة لقواها الحربية من آن لآخر  تنفق فيها أموال طائلة، وتستعد لها استعداداً عظيماً، وتعمل  هذه التجارب في الجهات المجاورة لها عادة.

وهي في هذه الحالة لا بد أن تكون على علم باستعدادها الحربي  قوة رجالها وأسلحتها والموارد التي تعتمد عليها. فيتصل الجواسيس  بالقوات الحربية والبحرية للدول المختلفة، ويتصلون أحياناً  بإدارات المباحث السرية لتلك الدول، ويتتبعون حركة الصحافة  والتأليف ليستخلصوا منها ما يفيدهم في هذا الصدد.

وقد أصبح عمل الجاسوسية من الأعمال الأساسية التي  لا يستغني عنها في جميع الدول، وعلى الرغم من العقوبات الصارمة  التي جوزي بها بعض الجواسيس فإن الإقبال على هذه المهنة  لازال كبيراً.

وقد توجد الجاسوسية بين دولتين ليس بينهما شيء من العداء  على الإطلاق ولا ينتظر أن يكون في المستقبل. ففي هذه الحالة يكون  العمل موزعاً بين الرقابة العامة، وتكتفي بالتقارير الحربية التي ترد  إليها من سفاراتها ومصادرها الخاصة، وبين الجواسيس المحترفين  الذين لهم قوة الكلاب في شم أخبار الحوادث المحلية التي تقع في  تلك البلاد، ومعرفة الفرص التي يمكن أن تستفاد بسببها.

ويقوم الجواسيس بأعمال هامة في البلاد التي يدخلونها،  ولا يقتصر عملهم على تسقط الأخبار فحسب، فهم يعملون على إثارة  الفتن والاضطرابات، وتشجيع روح الامتعاض والثورة والاعتداء  على الأنفس والأموال.

والجواسيس المحترفون من الظواهر العجيبة في المدنية الحديثة  فهم يستفيدون من وطنية الغير لأنهم خلو من الوطنية. وهم  في الغالب أناس ليس لهم وطن ولا تعرف لهم بلاد، وذلك أنهم  من عناصر مختلفة حتى إنهم لا يعرفون شيئاً عن أنفسهم أو لغتهم. ويقومون بهذا العمل بادئ الأمر بإغراء المال وبدافع الحاجة،  ولكن سرعان ما ينقلب الأمر إلى ميل طبيعي للمخاطرة والتهييج،  وكراهية للشرف والكرامة، ورغبة شخصية في إضرار البلاد  لأنهم لا بلد لهم.

اشترك في نشرتنا البريدية