الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 174الرجوع إلى "الرسالة"

نقل تراث الأندلس من الاسكوريال

Share

في الأنباء الأخيرة عن الحرب الأهلية الأسبانية أن حكومة مدريد قد نقلت على جناح السرعة جميع التحف الفنية والكتب الخطية من دير الاسكوريال إلى مدريد خوفاً عليها من التلف الذي تتعرض إليه من جراء الحرائق والقنابل، ونحن نعرف أن قوات الثوار تحدق الآن بمدريد وأنها على قيد مسافة قليلة من ضاحية الاسكوريال، وقد وقعت أخيراً حول الاسكوريال عدة معارك طاحنة. وفي تصرف حكومة مدريد ما يعدو إلى الثناء خصوصاً إذا علمنا أن بين هذه التحف الفنية التي نقلت إلى مدريد مجموعة الكتب الأندلسية التي كانت محفوظة بالاسكوريال؛ ويبلغ عدد هذه المخطوطات النفيسة التي هي آخر بقية من تراث الأندلس الفكري نحو ألف وتسعمائة مجلد؛ بيد أن نقلها إلى مدريد لا يبعد عنها كل الأخطار المحتملة، ذلك لأن مدريد أصبحت محصورة بالقوات الثائرة من كل ناحية، وقد لا تمضي أيام قلائل حتى تسقط في يد الثوار، وعندئذ يعلم الله وحده ما يصيب المدينة

 وكل ما فيها من ألوان التخريب، غير أن هنالك من جهة أخرى ما يحمل على الاعتقاد بأن حكومة مدريد تغنى بنقل جميع هذه التحف الفنية إلى مكان أمين بعيد عن العاصمة، وربما نقلت إلى برشلونة حصن الحكومة الديموقراطية وملاذها بعد مدريد، وهي أبعد ما يكون عن الخطر. فإذا صح ذلك كان باعثاً إلى نوع من الاطمئنان على هذا التراث النفيس الذي يزعجنا اليوم مصيره، والذي نوهت   (الرسالة)  غير مرة بما يتهدده من الأخطار، وما يجب على الأمم الإسلامية والعربية في شأن الدعوة إلى حمايته وصونه.

اشترك في نشرتنا البريدية