القواميس العربية القديمة مضخمة بذلك العدد الكبير من الكلمات والعبارات المماتة ، والمترادفات التي ذهب من كان يعرف ما بينها من الفروق الدقيقة ، والمصادر وجوع التكسير التى لا تصلح الا لترقيع الوزن وسد مكان القافية عند بعض الشعراء او لاسعاف المغرمين بالسجع والمزاوجة من خطباء المساجد .
والقواميس العربية الحديثة مضخمة بتعدد الاسماء للمسمى الواحد . آلة الكتابة مثلا تسمى " المكتاب " " والألة الكاتبة " في طبعة ١٩٥١ من القاموس الانكليزى العربى لا لياس انطون الياس ، وتسمى " الآلة الكاتبة " و " آلة الكتابة " فى طبعة ١٩٥٢ من قاموس Belot الفرنسي العربى ، وتسمى اليوم في الجرائد التونسية " الراقنة " .
اما الذين يستعملون تلك الآلة فلا يعرفون الا " دكتلو " . وقل مثل ذلك فى هذا الطراز الواحد من الطائرات الذى نسمية باربعة اسماء " الطائرة النفاثة " و " الطائرة النافورية " و " الطائرة الاندفاعية " و " الطائرة ذات الاندفاع الذاتى "
هذا التضخم في القواميس العربية جعلها عبارة عن مجموعات من المفردات جمعت كيفما اتفق ، لا قواميس بالمعنى المعروف في اللغة الحية . والقواميس اذا نمت وتطورت كيفما اتفق تضعف اللغة وتفسد اساليب التعبير . وقد وقع ذلك فى اللغة العربية الحديثة . بعض النصوص لا تفهم الا بالرجوع الى اللغة الاجنبية التى ترجم عنها الكاتب او فكر بها . . كلمات مثل " نزوة " وه استهتر " و " تحدى " و استفز " لا تفهم ولا تستعمل على وجهها الصحيح الا اذا رجع القارئ او الكاتب الى قرائن ما يقابلها فى بعض اللغات الاجنبية وليس ذلك ممكنا فى كل الحالات لذلك رأى قسم التاليف والترجمة والنشر الذى أنشىء حديثا بكتابة الدولة للمعارف
بتونس ان يصدر ملحقا سنويا للقاموس العربى الحديث يضمنه ما يعتبر موقفا من التعابير الجديدة ، وما يحسن احياؤه من التعابير القديمة .
يتكون الملحق من معجم وشواهد وتعليقات ، فالمعجم لتكميل الطبعات الجديدة من القواميس الفرنسية العربية والانكليزية العربية والالمانية العربية ، والشواهد تبين طريقة استعمال الكلمات وتساعد على تحديد معانيها ، والتعليقات تتيح الفرصة للتصويب والتكميل ومراقبة تطور اللغة عموما .
عرض هذا المشروع على القسم الخاص باللغة والآداب العربية في مؤتمر المستشرقين الذى انعقد فى مونيخ هذه السنة ( ١٩٥٧ ) فقوبل بالاستحسان واقترح ان يشارك فيه الاستاذ H. Wehr رئيس تحرير مجلة الجمعية الالمانية الشرقية ومؤلف القاموس العربى الحديث ( عربي الماني ).
النماذج حدث الغني Nouveau riche , Emporkommling
الشاهد . . وهو الذى كان هجا زيدا بأنه حديث الغنى وأتاه وهو امير في يوم حفله فقال : ولست مسلما ما دمت حيا على زيد بتسليم الامير كتاب " القول في البغال " للجاحظ ص ٥٢
تعليق " حديث الغني " اوضح وأدل على المعنى من "غنى الحرب " و " حديث النعمة " فيحسن الاكتفاء بها فى القاموس العربى الحديث خصوصا وانها من صنع الجاحظ . تخطيط Formation d'un plan, Planung
الشاهد اعلنت حكومتنا الوطنية ) المصرية ( بدء مشروع للتخطيط الاقتصادي اساسه خمس سنوات .. الاقتصاد المخطط . مجلة " الهدف " القاهرة يوليو ١٩٥٧ ص ١٠١
تعليق بين " التخطيط " و " التصميم " معركة يظهر انها ستنتهى على اساس توزيع العمل . يخصص التصميم للبناء بالمعنى الهندسي فيقال : صمم بناء البيت . ويستعمل التخطيط بمعنى وضع الخطة للمشروع . وقد يستغنى عن " صمم " لبعدها عن العربية ، فهى فى " المنجد " صمم اى مضى على رأيه ولم يصغ الى من يردعه كانه أصم . ولقربها من قولنا " فلان صمامة " فى تونس وشيوع استعمال " خطط " بالمعنيين في اكثر البلاد العربية . اللدائن Matieres Plastiques Plastics Plastike Masse
الشاهد " اللدائن اى مواد البلاستيك " جريدة " الاهرام " ١١-٦-٥٠ " اللدائن (بلاستكس ) عدد من مركبات عضوية تسوى بطريق الحرارة والضغط التى اغراض واشكال مختلفة " الموسوعة العربية - بيروت ١٩٥٥
تعليق اللدائن اخف وادق وصفا من مواد المصطكى " التى استعملها بعض الكتاب اخيرا . قطع اقتطع Detacher To detach, to tear ont Abtrennen
الشاهد " وعلى راغب الاشتراك ان يقتطع هذه القسيمة بعد تعميرها ويرسلها مصحوبة بالقيمة الى ادارة الجريدة " " العمل " - تونس ١٨-١٢-٥٥
تعليق في قاموس Belot نجد : حل وفصل وافراد وجرد وابعد وفي قاموس الياس نجد : فصل وفرق وعزل وحل وفك وكلها لا تصلح لترجمة Detacher هنا . فيجب اضافة " اقتطع " للمعانى المذكورة . بغى مبغى ج مباغ Bordel Brothel Freudenhaus
الشاهد " ألغى البغاء العلنى وهدم المبغى العام .. وانبرت فئة من الناس ... ففتحت مباغى تحت ستار الفنادق المجازة للشراب والمنام " جريدة " البلاد " - بغداد ٢٥ كانون الثاني ١٩٥٦
تعليق ماخور هي الكلمة المعروفة لهذا المعنى بالعربية . استعملها المؤرخون والكتاب والشعراء ودخلت فى كل القواميس ، فما الداعى الى وضع كلمة " مبغى " ؟ انها تضخم القاموس العربى ولا تزيد فى غنى اللغة العربية ؛ اثبتها هنا تمثيلا لما لا ينبغي ان يكون .
