(مرفوعة إلى المغفور له خالد الذكر السنيور موسوليني!)
خَفَّضْ عَلَيْكَ مِنَ الْعَذَابِ الصَّبْرُ أَجْمَلُ في المُصَابِ
وَلَى صَوَابُكِ لا أّصَبْــ ــتَ ولا رَجعتَ إلى الصَّوَاب
لَكَ إِنْ تَشَأْ في الْخَطْبِ تَعْـــ زِيَتِي وَإِنْ شِئتَ انتِحابي
هَوِّنْ عليكَ فهذهِ الدُّ نيا كَلمَّاحِ السَّرَاب
فيها الْقَريبُ إلى ابْتِعَا دٍ، والعبيدُ إلي اقتراب
لا تَجْزَعَنَّ مِنَ الصَّعَا بِ فَأَنْتَ غَلاَّبُ الصِّعَاب
كم ذا خَدعْتَ النَّاسَ بالــ ــتَّمويهِ وَالْكَلِمِ الْعِذَاب
فَلَكَ الْجَوَارِي المُنْشئا تُ مَلأنَ آفَاقَ الْعُبَاب
وَلَكَ الأسودُ الضاريا تُ بغيرِ أظفارٍ ونَاب
وَلَكَ التَّحِيَّةُ والتَّجِلَّــــــةُ في مَجيئِكَ والذَّهاب
ولك اللَّسانُ الطَّلْـــ قُ فيَّاضُ البّلاغةِ والخِطاب
يأتيكَ من تَضْلِيلهِ الغَرَّا رِ باْعَجَبِ الْعُجَاب
ولكَ الضميرُ العَفُّ يُلْبَـــ سُ ثمَّ يُخْلَعُ كالثياب
يَتَخَلَّصُ الوَعْدُ الكِذَا بُ بهِ إلى وَعْدٍ كِذَاب
ولكَ القليلُ من الفَطا نةِ والكثيرُ من الرِّغَاب
وَلَدَيْكَ من خُدَعِ السَّيا سَةِ ما يزيدُ عَلَى الْجِرَاب
كَذَبَتْكَ أّحْلاَمُ الْكَرَى وَزَهَتْكَ أَوْهَامُ الشَّرَاب
أَسَدُ اللَّسانِ وَلَسْتَ في سَاحِ الوَغَى أَسَدَ الوِثَاب
ضَلَّ الذي ركبَ الضَّلا لَ إلى الرَّغَائِبِ والطِّلاَب
إِنَّي أُنَاشِدُكَ الدَّمَ الْـــــ مُهْرَاقَ في شُعَبِ الهِضَاب
والرِّفقَ بالأرواحِ تَذْ هَبُ في الْعِرَاكِ والاحتِرَاب
وفلولَ جُندِكَ هائما تٍ في السُّهولِ وفي الرَّوابي
وكتَائِبُ الأسْرَى تَوَا لَي في شُحُوب واكتِئَاب
هَلاَّ قَنِعْتَ من (الْغَنِيـــــ مةِ) والهزيمة بالإياب
يَا أَوْحَدَ القُوَّادِ قُلْ لي ما لِجَيْشَكَ في اضطراب
أَعَلِمْتَ غَيْرَكَ عَبْقَرِيَّ (م) الْجَهْلِ، مشئومَ الرِّكاب
فِيمَ الترفُّقُ والتلطُ فُ بالمغيرِينَ الغِضاب
أأقول مُحتشمٌ - هَداكَ اللـــــــــــــه ـ - بلْ خَوْف الغِلاب
أين الرِّجالُ، وَأينَ أبــــ طالُ (الصِّراع) وَالانسحاب
قد سُقْتَهُمْ بل سُقْتَهُنَّ (م) إلى المماتِ بلا حساب
أَلْطفْ بهنَّ فما يُطِقْـــ نَ - فديتهنَّ - أذى الضِراب
رِفْقاً، فما صبرٌ لهنَّ (م) عَلَى الْبِعَادِ والاغتراب
من كلِّ ممشُوقِ القوا مِ حشدتَهُ غضِّ الإِهاب
ما تفعلُ الَّصحراءُ بالأ غنامِ في الأرضِ اليَبَاب
قد أجْدَبَ المرعَى وَجَفَّ (م) لديهِ مُنْهَلُّ السَّحَاب
لَيْسَتْ مُوَطَّأَةَ الْفَرَا شِ، ولا مُمَهَّدَةَ الْجَنَاب
يَخْلُصْنَ من صَلْبِ الْقَنَا ةِ إلى الألوفِ من الصِّلاب
لما بدَا يومُ الهزيـــ مةِ في دُنُوّ واقتراب
زِنَّ الخُدودَ لها وَخَضَّبْــ نَ الأظافِرَ بالخِضَاب
وَرَمَيْنَ مُشْرَعَةَ القَنَا ونبذنَ مُرْهَفَةَ الْحِرابِ
وأخذنَ أُهْبَتَهُنَّ للأســـــــــرِ الْمُبَاركِ والذِّهابِ
وَجَعَلْنَ يَعْدُدْنَ الدقَا ئِقَ فِي اشتياقٍ وارتقابِ
أن تحملْ السيفَ النسا ءُ، فألفُ بشرًى لِلرِّقابِ
أقْسَمْتُ باللهِ العليِّ وَبالرسولِ وبالكتابِ
وَالليلِ وَالإصبَاحِ وَالـــــــــجيْش المُشَرَّدِ فِي الشِّعابِ
لولا التعفُّفُ والترفُّـــــق وَالْجُنوحُ عن السِّبَابِ
لجعلتُ منكَ، وَقدْ جلوْ تُكَ لِلعُيونِ بلا نقابِ
أُضْحُوكةَ الدُّنْيَا وَسُخــــــــــرِيَةَ المجالس وَالصِّحَاب
عطفاً على بلدٍ ضعيــــفِ الرُّكنِ مخذولِ الشبابِ
قد عادَ مهجورَ الرِّحَا بِ وكان محشودَ الرَحَابِ
عَمَّى بصائرَهُ الضّلاَ لُ عن الحقيقةِ وَالصَّوَابِ
وَالعينُ تبصرُ فِي الضيا ءِ وَليسَ تبصرُ فِي الضبابِ
قد سُقْتَهُ - ثَبْتَ الْجنا نِ - إلى الهزيمةِ وَالخرابِ
وَرَكَنْتَ للآمالِ، وَالآ مالُ أمنعُ من عُقَابِ
كُفَّ الخِداعَ عن الورى قد جاءهُمْ فصلُ الخطابِ
إن المحجَّبَ سوفَ يَبْــــــدُو لِلعيونِ بلا حِجَابِ
دَعْهُمْ وَشَأْنَهُمُ جَزَا كَ اللهُ مَوْفُورَ الثَّوَابِ
لاَ يَوْمَ لِلأَقْوَامِ حَتَّى تَذْهَبَنَّ بِلاَ إِيَابِ
(القاهرة)
