الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 722الرجوع إلى "الرسالة"

نهضة العراق الأدبية في منهاج الوزارة العراقية الجديدة

Share

مما يلفت النظر في منهاج الوزارة العراقية الجديدة التي ألفها  السيد صالح جبر احتواؤه على   (١٤)  مادة لتشجيع حركة نشر  الفنون والآداب في العراق. وضعها دولة رئيس الوزراء كما قال  لي في حديثه لما رآه من تأخر العراق عن بعض الدول العربية  الشقيقة في الحركة الأدبية والثقافية في ميدان النهضة الأدبية في  العصر الحديث في حين أن له من تاريخه الثقافي وقابليات أبنائه  الفكرية وطبيعته الموحية ما يؤهله أن يكون عاملاً هاماً في  الحركة الأدبية المعاصرة. وسبب تأخر العراق الأدبي ناشئ من  انصراف المسئولين الذين تعاقبوا على الحكم في العراق إلى حصر  جهدهم في السياسة، في حين إن العمل الثقافي يجب أن يسبق غيره  من الأعمال ويحظى بعناية المسؤولين لكي ينير لهم طريق السياسة  ويمهد لهم إنشاء مجتمع صالح سعيد.

لذلك راعى في منهاجه هذه الناحية الهامة في بناء العراق  الحديث وخصص لها المبالغ اللازمة في الميزانية لصرفها في هذه  السبيل وتجنيد المخلصين من الأدباء والعلماء والكتاب والمثقفين  في العراق والبلاد العربية للعمل معه في هذا الميدان، وللإشراف  على وضع دستور أدبي للعراق والعمل على نشر الثقافة العامة في  الجمهور واستغلال القوى الأدبية للترجمة والكتابة والنشر.

وسيعنى قبل كل شيء بإنشاء مئات المدارس القروية ورياض  الأطفال والابتدائية والثانوية لكي تضم كل راغب في التعلم من  أبناء العراق. كما إنه سيهتم بتوسيع المعاهد العالية ووضعها على  أسس علمية رصينة والمباشرة بإنشاء الجامعة العراقي والإكثار  من البعثات العلمية ورفع مستواها لتهيئ للبلاد ما تحتاجه من  العلماء والأدباء والفنيين وتشجيع التعليم الحرفي والصناعي  والزراعي والتجاري والفنون الجميلة وتوجيه معظم خريجي  المدارس ولا سيما الابتدائية منها إلى هذا النوع من التعليم. وسيتهم بتشجيع الثقافة العامة بين مجموع أفراد الشعب عن

طريق المدارس المسائية والإذاعة والسينما والمعارض وإنشاء  كليات شعبية لرفع المستوى الثقافي والمهني العام في  البلاد وتوجيه التربية والتعليم في العراق نحو تنمية المواهب  والقابليات لدى أبناء الشعب كافة لما فيه خير البلاد  وأعمارها والعناية بالمبادئ السليمة والأخلاق قبل كل شيء.

وسيحرص على العناية بثقافة الطلاب بعد تخرجهم من المدارس  وذلك بتأسيس نواد ثقافية لغرض الدرس والمطالعة والتفكير. لقد حدثني دولة رئيس الوزراء بكل هذا وزاد عليه بأنه  سيوعز بالمباشرة حالاً بإنشاء مجمع علمي عراقي لتعضيد حركة  الترجمة والتأليف والنشر وجعله صلة ثقافية بين العراق والبلاد  العربية، وتسهيل مهمة اللجنة الثقافية في الجامعة العربية بما  تقترحه من أمور ثقافية تخدم الأغراض الأدبية في العراق وتساهم  في نشر وإذاعة التفكير العربي.

وطلب مني دولته أن أذيع على صفحات (الرسالة) الغراء  بأنه سيوعز بتصوير وجمع وشراء جميع المخطوطات العربية في  المكاتب العامة والخاصة التي لها أهمية تذكر في أدبنا العربي  للاستفادة من بعضها ونشرها، كما إنه سيستعين بكل أديب وكاتب  عربي يخدم هذه الأغراض وبكون ذا فائدة في نهضة العراق  الأدبية والثقافية وذلك باستخدامه بأجور تتناسب ومكانته الأدبية  والعلمية ليساهم مع أدباء العراق وعلمائه في تدعيم حركة نشر  الثقافة بين العراقيين:

وسيكون (المجمع العلمي العراقي)  على غرار (لجنة التأليف  والترجمة والنشر)  في مصر ومن جملة مهامه طبع مؤلفات الأدباء  والشعراء والكتاب وإذاعتها ونشرها في العراق والعالم العربي  ليساعد بذلك المؤلفين العراقيين الذين تقف نفقات الطبع  والورق حائلاً دون نشر أفكارهم وما يضعونه أو يترجمونه من

كتب وأقاصيص: لقد احتوى المنهاج الوزاري العراقي على الخطوط الرئيسية  للمعلومات التي شرحها دولة رئيس الوزراء. ولا ريب أن حماسته  في العمل والإنشاء ستعجل بتنفيذ هذا المناهج الثقافي الضخم  الذي تقوم لأول مرة، وزارة عراقية بنشره وتتعهد بتطبيقه  في العراق.

بغداد

اشترك في نشرتنا البريدية