تدل الحوادث التي تتكرر في ألمانيا كل يوم على أن حكومة النازى تعمل على محو أثر الكنيسة في الحياة الألمانية . وقد ظهر حديثاً كتاب بعنوان ( أزمة المسيحية ) بين مؤلفه مستر وليم تيلنج ما يحدث فى الكنائس الألمانية على اختلافها في العهد الحاضر . وماذا عسى أن يحدث في الكنيسة الألمانية؟ الجواب لا يحتاج إلى تفكير إذا ما نظرنا إلى النظام الذي يشمل ألمانيا الآن ، فما يحدث للكنيسة هو جزء من السياسة العامة التي ترى إلى محو كل نظام قائم إلى جانب النظام العام الذي وضعه النازي للبلاد
ويتبين مما جاء في هذا الكتاب أن هناك حملة مديرة لمهاجمة آراء الكنيسة وفلسفة الكنيسة ومالية الكنيسة . والقول بأن المقيذة في هتلر تعادل المقيدة في السيد المسيح ، والثقة بأعضاء النازي كالثقة بالقديسين الأكرمين ، وهذا أمر لا يقبله رجل مسيحى بالطبع لأنه كفر وتجديف ، ولكنه هو الواقع بكل أسف ! فالطريقة التي يحيا بها هتلر غب انتصاراته تتخذ المراسم التي كان يستقبل بها رجال الدين في العصور الغابرة، ومذهبه الفلسفي الذي يلني إلى جانبه كل تفكير وكل علم من رءوس الناس هو مذهب ديني كما يظهر لا مذهب سياسى . وقد قبلت الكنيسة تلك المظاهر خاضعة ، ولم تحاول أن تعارض هذه الديانة السياسية إلا في أحوال عارضة
ويقول مستر ) تيلنج ( إن شباب الجيل الحديث الذين انتزعهم النازي من أيدى القساوسة ، وأسلهم إلى النظام السياسي الذي يسود ألمانيا الآن، سيفقدون على التدريج عقيدتهم في كل شيء ، حتى اعتقادهم في ديانتهم الجديدة . فاذا تيقظات الكنيسة
إلى ذلك ، تسنى لها أن تضم إليها هؤلاء الشباب ، وتقودهم إلى حركة تقضى لا محالة على ذلك النظام
إن القوة التي تعارض النازى لا يمكن معرفتها الآن بجانب الضغط الذي يسود ألمانيا ، إلا أن التاريخ قد علمنا أن كل قوة تقوم على محو العقائد من النفوس ، لا بد أن تتجرع من الكأس التي تقدمها لها
