الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 306الرجوع إلى "الرسالة"

وفاة السيد عبد الرحمن الإمامي

Share

فجع المغرب الأقصى في الأيام الأخيرة بفجيعة كان لها وقع  كبير في نفوس الشعب المغربي ألا وهي موت أحد علمائه الكبار  السيد عبد الرحمن القرشي الإمامي في العشرين من المحرم؛ فكانت  المصيبة التي ذهل الكل لها. وقد كان الفقيد رحمه الله من الساهرين  على المصلحة العامة والمناضلين عنها مضحياً في ذلك بكل نفيس. تقلب الفقيد في وظائف شتى فكان قاضياً مثل العدل والنزاهة  ثم كان وزيراً لم يشهد المغرب قط مثله وزيراً صارماً وقد قنع الفقيد رحمة الله عليه بما في يديه فانقطع لعبادة الله  ونشر العلم تاركاً الدنيا ولم يخلف فيها ديناراً ولا درهماً. وتقديراً لهذه الحياة العامرة بجلائل الأعمال قامت نخبة  ممتازة من شباب جامعة القرويين وأسست لجنة دعت الناس إلى الحفلة  تأبين للفقيد في اليوم الأربعين من وفاته، فكان الحفل رائعاً. ووافق يوم الأربعين يوم الخميس ٢٩ صفر سنة ١٣٥٨ وكان يوماً  مشهوداً تجلت فيه العواطف المغربية حزينة كئيبة. وقد اختارت  اللجنة أن يكون محل التأبين الدار التي كان يقطنها الفقيد آخر حياته  وقد افتتح الأستاذ احمد الشبيهي الحفلة مرحباً بالحضور،  ثم أعقب ذلك آيات من الذكر الحكيم فسكوت مقدار  قراءة الفاتحة على روح الفقيد، فمقال الأستاذ الرئيس أتى فيه على  حياة القيد بإسهاب، فمقالة لوزير المعارف الأستاذ محمد الحجوي،  فقصيدة لقاضي مدينة سكات أحمد سكيرج. فقصيدة لقائد قبائل أولاد  جامع محمد بوعشرين، فقصيدة لعيبة سمو الخليفة السلطاني بفاس  الأستاذ محمد غريط، فمقال للأستاذ لجامعة القرويين العباس المراني،  فمقالة لفتى سلا أبي بكر زنبير، فمقال للكاتب بالبلاط السلطاني  العربي ابن سوده، فمقال لعالم مدينة مراكش محمد بن الموقت.  فخطب وقصائد كثيرة للنخبة الممتازة من طلبة الجامعة. (فاس)

اشترك في نشرتنا البريدية