ليس في الدنيا رجل محب لسلام العالم لا يعرف مستر كليوج صاحب الميثاق المعروف باسمه لعدم اتخاذ الحرب وسيلة لحسم المنازعات التي تحدث بين الدول. . . هذا الميثاق الذي حمل غصن الزيتون طويلاً والذي أقرته الدول قاطبة، وكانت اليابان ثم إيطاليا أول من جعله قصاصة ورق لا قيمة لها من حيث القيمة الفعلية. . . مات مستر كليوج في ٢٢ ديسمبر الماضي في سن الحادية والثمانين بعد حياة موفورة مليئة بجلائل الأعمال. . . حياة غالية غزيرة الحب للإنسانية، هي المثل الأعلى لما يجب أن تكون عليه حياة العظماء العصاميين في كل زمن ومكان ولد كيلوج في ديسمبر سنة ١٨٥٦ من أبوين فلاحين وعمل في المزرعة مع أبيه ثم تردد على مدرسة أولية تعلم فيها القراءة والكتابة ورشف قدراً تافهاً من المعلومات البسيطة أغراه بالدراسة العالية بطريق المراسلة والانتساب من الخارج حتى نال إجازته التي فتحت له باب المجد على مصراعيه فما زال يرقى من منصب إلى منصب حتى عين سنة ١٩٢٤ سفيراً لبلاده (والولايات المتحدة) في لندن وفيها سعى حتى عقد ميثاقه ضد الحرب بين الدول ثم نقل إلى واشنطون ليظل سكرتيراً للجمهورية طوال رئاسة مستر كوليدج (١٩٢٥ - ١٩٢٩) ثم عين قاضياً لمحكمة (إلهاج كورت) . . . . . . وهكذا كانت حياته سلسلة من المفاخر سيزهى بها أسمه على اسكندر قيصر روسيا وولسن رئيس أمريكا وغيرهما من خدام السلام
