تحيتي إليك وسلامي؛ وبعد فإن العروبة قاطبة لتعتز بقلمك الذي حملته وشهرته في وجه الصهاينة الباغين. ولقد كان دفاعك عن فلسطين دفاع العربي الأبي الذي يأبى الضيم والذل ويذود عن وطنه العربي.
لقد دافعت يا سيدي فأحسنت الدفاع وسللت الحسام من غمده وشحذمته. وما حسام الكاتب إلا قلمه وبيانه إذا ما ادلهم الخطب ونزلت الفادحة. ولقد كنت للعروبة لساناً وللحق مؤيداً ونصيراً، وكنت وما زلت بل وما تزال وهذا عهدي بك للحق على الظلم معينا. ولقد صدق أستاذنا الكبير عباس محمود العقاد حينما رأى دفافعك عن العروبة وحملتك الشعراء على الصهاينة، وقد وقفت في الميدان وحيداً ترتدي جلد النمر وتكشر للباغين عن أنياب الليث وتكيل لهم الضربات وترد على الادعاءات. . وكان العقاد وهو يعلم جد العلم أن أدلة الصهاينة لا تستند على أساس، وأن حججهم واهية، وأن قضية العروبة مكسوبة، فأشفق عليك ونصحك بأن ترفع مطرقة من مطارقك إلى حين حتى تكون
قد صنعت بهم كما صنع الحداد. وقد كان.
فو الله أنت للعروبة سند وللحق داع. وما أنت يا سيدي إلا عربي شهم كريم، وتقبل مني شكري مضاعفا على ما بذلت وتبذل لخدمة قضية العروبة من جهد.
٢ - الهدنة في الإسلام:
كتب الأستاذ الفاضل محمد أسامة عليية في العدد ٧٣٨ من الرسالة الغراء كلمة عن الهدنة ووقف القتال فلم يتعرض للهدنة في التاريخ الإسلامي حتى بكلمة واحدة بل افاض في الهدنة من الناحية القانونية الدولية. وللحقيقة والتاريخ أقول (ليست الهدنة بجديدة على التاريخ الإسلامي فلقد أطال أبو العباس أحمد القلقشندي في كتابه صبح الأعشى في صناعة الإنشا الكلام عنها وذلك في الجزء الرابع عشر من الصفحة الأولى إلى ص٧٨ أي في قرابة ثمانين صفحة من الحجم الكبير، فذكر منشأها وتكلم عن أول هدنة في الإسلام وكانت في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وذكر كذلك أقول الفقهاء فيما يتعلق بشروط الهدنة في الإسلام. ثم تكلم في الشروط التي تستقيم بها الهدنة وذكر عدة من الكتب التي تبودلت بين ملوك الإسلام وملوك النصارى ورؤسائهم ولا سيما طائفة الاستبادية وهي طائفة من الفرسان. ومن هذه الكتب العديدة التي وردت في الكتاب تستطيع أن تقول (أن الهدنة في التاريخ الإسلامي كانت لمصلحة المسلمين
وكان المسلمون يخرجون دائما منها فائزين دون خسارة ولم يلحقهم بعقدها حيف أو ظلم وكانت تنفذ شروطها بقة وعناية. وها نحن اليوم وفي القرن العشرين نشاهد مهزلة الهدنة وإهمال مراقبي هيئة الأمم المتحدة وتحيزهم الظاهر ضد العرب. نعم إن في التاريخ لعبرة ولعل التاريخ يعيد نفسه يوم ما! وإن الظالم والاعتداء لن يطول.
